قام الدكتور عمرو عبد العال - أستاذ جراحة وزراعة الكبد بطب عين شمس، مدير برنامج بمعهد ناصر - مع فريق طبى متكامل، بإجراء عملية زارعة كبد نادرة للمريض محمد أشرف 51 عاما باستخدام تقنية جديدة، وهى أخذ فصين من الكبد من اثنتين من المتبرعات وهما ابنته خديجة وابنة أخته أسما.
وقال الدكتور عمرو عبد العال، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": "إن الحالة كانت نادرة لأن المريض يزن 124 كيلو، وكان من الصعب الحصول على متبرع حى مناسب لحجم الكبد المطلوب، موضحا أنه كان لابد من إيجاد حجم فص للكبد من متبرع يناسب حجم الشخص المنقول إليه، فكلما زاد حجم الإنسان احتاج إلى جزء أكبر من الكبد، وفى هذه الحالة كان يستحيل وجود متبرع واحد يعطى هذا المريض ما يحتاجه من الكبد، لذلك لجأنا لاستخدام تقنية جديدة لأول مرة تستخدم فى مصر والوطن العربى وهى أخذ فصين من كبدين لاثنين من المتبرعين.
وأشار الدكتور عمرو إلى أن هذه التقنية تستخدم بصورة نادرة جدا فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وهى استخدام جزأين من الكبد من اثنين من المتبرعين، ويتم زرع الكبدين فى الشخص المريض، موضحا أن العملية كانت فى غاية الصعوبة واستغرقت 14 ساعة فى إجراء الجراحة، وعادة ما تستغرق عملية زراعة الكبد العادية حوالى 8 ساعات فقط، مشيرا إلى أن المتبرعتين خرجتا من المستشفى وهما بحالة جيدة.
وقال د. عمرو: "إن المتبرعة الأولى وهى ابنته خديجة تبلغ من العمر 19 سنة وهى طالبة، والأخرى ابنة أخته أسما وعمرها 21 عاما"، موضحا أن المريض يرقد حاليا بالمستشفى وهو بصحة جيدة وسيخرج منها خلال يومين.
ويحكى الدكتور عمرو قصة إجراء هذه الجراحة النادرة قائلا: "إن المريض كان يعمل مهندسا بإحدى الشركات الخاصة، وترك العمل نتيجة ظروفه الصحية، وعدم قدرته على العمل، حيث كان يعانى من غيبوبة كبدية متكررة وزيادة درجة الاستسقاء بالبطن وتليف كامل بالكبد والتهاب بالسائل البريتونى".
وأضاف د. عمرو: "أن بنات المريض جئن للتبرع بفص من الكبد، وكل مرة نحاول فيها قياس حجم الكبد المطلوب كنا نصدم بأن حجم الكبد المسموح باستئصاله بأمان من المتبرع لا يكفى احتياجات المريض على الإطلاق رغم تطابق فصيلة الدم، واقترحت ابنته خديجة أخذ جزأين جزء منها وجزء من إحدى أخواتها الأخريات على سبيل المزاح، وهى الفكرة التى وجدت توافقا من الناحية العلمية، حيث يوجد مركز واحد فى كوريا كان قد أجرى حالات شبيهة بنفس التقنية، ووافق الفريق الطبى على إجرائها بطاقم يصل عدده إلى 50 طبيبا، حيث قمنا بعمل اجتماعات متوالية لأخذ القرار النهائى، ومدى إمكانية إجرائها بالمستشفى الجوى".
وقال د. عمرو: "إن العملية تمت فى ثلاث غرف عمليات مجهزة لزراعة الكبد لإجراء مثل هذه التقنية"، مؤكدا أنه من المعروف أن إجراء زراعة الكبد العادية يستلزم غرفتين فقط، موضحا أنه بعد استئصال فص الكبد من المتبرع يوضع فى سوائل معينة لتغذية الكبد، ويتم غسله وتحضيره ثم يتم نقله لغرفة المريض ويتم استئصال كبد المريض المتليف بالكامل ثم زراعة الجزأين من الكبد فى المريض.
يذكر أن المريض كان يعانى من تليف متقدم قد يكون ناتجا عن السمنة المفرطة، والتى أدت إلى تشمع بالكبد ثم إلى تليف متقدم وفشل كبدى واستسقاء دون الإصابة بأى نوع من الفيروسات الكبدية.