غالباً ما يتم تصوير الشخص النرجسي وهو ينظر إلى نفسه في المرآة بعد كل شيء، خاصة أن النرجسية نفسها مستمدة من الأساطير الإغريقية التي تشير إلى شاب يسمى نرجس يقع في حب صورته الخاصة التي تعكسها مجموعة من الماء كمرآة خاصة به.
وهو ما يجعلنا نتساءل.. هل المرء الذى ينظر إلى نفسه كثيرا فى المرآة هو نرجسي بطبيعته؟ استنادا إلى البحث، فإن الجواب هو لا، إذاً فما الذى يختلف من شخص عادى إلى نرجسى فيما يخص عشقه لنفسه ومظهره وكل ما يخصه؟
وفقا لما ذكره موقع " psychologytoday" الطبى، يعد النرجسيون أكثر جاذبية من الشخص العادي، فعندما ينظرون للمرآة يرون أنفسهم أكثر جاذبية من الواقع وليس ذلك فقط بل إن من حولهم أيضا يرون ذلك، حيث أظهر تحليل إحصائي لما يقرب من 50 دراسة مختلفة مكونة من أكثر من ألف مشارك في البحث وجود علاقة إيجابية صغيرة لكنها موثوقة بين النرجسية والجاذبية البدنية.
النرجسيون يستمتعون بالنظر إلى أنفسهم في المرآة، وقد يقضون المزيد من الوقت في إعداد أنفسهم لتعزيز صورهم الذاتية الفخمة، وبهذه الطريقة، قد يكون النرجسيون أكثر ميلاً إلى التعرف على قيمتهم الذاتية على أساس مظهرهم الخارجي بدلاً من شخصيتهم.
ولا يختلف النرجسيون فقط فى مدى جاذبيتهم البدنية التى يشعرون بها ويتمتعون بها ويجعلون من حولهم يشاركون ذلك، بل أيضا تشير دراسات تصوير الدماغ إلى أن النرجسيين يختلفون أيضا في مستويات التعاطف مع الآخرين بسبب كثرة تفكيرهم فى الذات، ويرجع ذلك إلى خلل وظيفي في المنطقة الأمامية، وبعبارة أخرى، تُظهر أدمغة النرجسيين أنهم لا يستطيعون التوقف عن التفكير في أنفسهم، وهو ما قد يعيق القدرة على تبادل وفهم مشاعر الآخرين.
ومن المثير للاهتمام أن هذا النقص في التعاطف بين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية يعتبر عادة نتيجة لعدم الاستعداد للتعبير عن مشاعر واحتياجات الآخرين.
وفي تجربة تصوير الأعصاب ، قامت عينة مقسمة إلى نرجسيين عاليين ومنخفضين بمهمة تنطوي على التعاطف مع صور الوجوه العاطفية، وواجهوا صعوبة في إيقاف تركيزهم على الذات.
الأشخاص النرجسيين يواجهون مشكلات في فهم وجهات نظر الآخرين، فإن النرجسيين يجدون صعوبة في التحكم في التركيز على الذات، والاعتراف بعواطف الآخرين، وتنظيم قلقهم ويبدو أن هذه هي أسباب صعوباتهم في التعاطف والاستجابة التعاطفية.