مع أولى خطواتها فى الدراسة الجامعية واجهت "إيمان" أصعب أيام حياتها، حيث بدأت رحلتها المتعبة مع سرطان الغدد الليمفاوية الذى عانت كثيرا لاكتشافه، وفى عيد الأم وجهت رسالة شكر لست الحبايب التى ساندتها فى رحلة كفاحها ضد السرطان.
"أبى توفى قبل ما يعرف إنى خفيت، وأنا بعد ربنا عايشه بفضل أبى وأمى".. بهذه الكلمات بدأت إيمان سليمان البالغة من العمر 29 سنة، حكايتها مع السرطان.
قالت إيمان" لـ"انفراد": "بدأت معاناتى مع السرطان فى أول عام بالدراسة الجامعية، وكان ذلك سنة 2005، حيث ظهرت كورة فى رقبتى ولأنها كانت لا تؤلمنى اخترت طبيب غدد وذهبت إليه وطمأننى كثيرا وقال لى (دى عضلة متحركة من مكانها)، وبعد عدة أيام اكتشفت الكورة زاد حجمها، فذهبت لطبيب عظام وقال لى (روحى لدكتور جراح)، وهنا كانت البداية المؤلمة لأنه واجهنى بحقيقة مرضى (أنت مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية)".
وأضافت إيمان: "أجريت كل أنواع الأشعة والتحاليل السهلة والصعبة للتأكد من حقيقة مرضى، كنت صغيرة فى السن وقتها ولولا وقفة أبى وأمى وإخوتى وأصدقائى بجوارى ما استكملت الرحلة، وبعد سنة انتهيت من العلاج، وتابعت بعدها 6 أشهر، وفرحت أوى إنى خفيت بسرعة، وفى العام التالى عاد المرض مرة أخرى وبدأت رحلة أقوى من العلاج".
وتابعت إيمان: "كان العلاج صعب وجسمى مش متقبله، وكل 3 أسابيع أدخل المستشفى وأمكث فيه 3 أيام ولكن جسمى لم يستجب للعلاج، وكان قرار الطبيب بتكثيف أيام العلاج بدلا من 3 أيام كيماوى أصبحوا 5 واستمر الحال هكذا فترة تقترب من السنة حتى انتهى السرطان من جسمى للمرة الثانية، وفى آخر متابعة قال لى الطبيب (لازم نزرع نخاع لأن جسمك من النوع اللى بيترد له الورم سريعا)".
واستطردت إيمان: "لم أتذكر شعورى جيدا وقتها وكل ما أتذكره هو أبى الذى مرض فى هذه الفترة ودخل العناية المركزية، فكان يومى فى تلك الفترة بين الذهاب لمعهد ناصر لعمل التحاليل والتحضيرات اللازمة لزرع النخاع، ثم الذهاب إلى أبى حتى يرانى ويطمئن قلبه، وجاء وقت زرع النخاع وكنت فى آخر سنة بالجامعة، ومن شروط زرع النخاع بعيدا عن الألم أنى سأبقى بمفردى فى غرفة لمدة شهر، وهذا ما جعل الموقف أصعب وأكثر ألما بالنسبة لى".
وأضافت إيمان: "عدت هذه الأيام الطويلة وكأنها سنوات انتظر كل يوم الساعة التى يأتى فيها أمى وأصدقائى لزيارتى ومن رؤيتهم عبر شاشة تليفزيون، واستمع لأصواتهم من سماعة التليفون وألمسهم لأطمئن عليهم وأبى، حتى جاء أسعد يوم تتمناه مريضة سرطان وهو خروجى من المستشفى لإتمام شفائى.. كان ذلك يوم 22 يونيو 2008 وذهبت إلى المنزل وأنا متشوقة لأن أحتضن أبى وكل جزء فى المنزل، وفور وصولى للبيت لم أجد أحدا فى انتظارى ما جعلنى أشعر بالقلق عليهم".
واستكملت والدموع فى عينها: "انتظرت قليلا بمفردى فى المنزل حتى جاءت صديقتى المقربة ورفيقة عمرى مرتدية ملابس سوداء ومن خلفها أمى، شعرت أنى فقدت الحياة ذهبت بعقلى إلى عالم آخر فيه أبى الذى توفى قبل أن يعرف بأنى أتممت شفائى.. توفى بعد أن عاش معى رحلة العذاب مع السرطان بين البحث عن أفضل دكتور وإنهاء إجراءات حكومية عقيمة لعلاجى".
"ومرت الأيام – تقول إيمان - وكان ينتظرنى آخر خطوة فى علاجى وهو الإشعاع، ومع نهاية 2008 أصبحت ناجية من السرطان الذى لم يسبب لى مشكلات نفسية حتى مع تغير شكلى، حيث أصبحت بدون شعر وجسمى منتفخ من الكورتيزون، والفضل يرجع لأبى وأمى وإخوتى وكل أصدقائى وأهلى، فهم كانوا الدافع الأساسى فى رحلة شفائى.