باقى من الزمن شهور قليلة وتدخل هدى عش الزوجية التى طالما حلمت به، ومثل أى فتاة بدأت فى التحضيرات وشراء كل ما تحتاجه واختيار الفستان، ولكن كان للقدر رأى آخر، فبدلا من تحضيرات الفستان اختارت هدى أن تبدأ فى تحضيرات إجراء عملية جراحية لإنقاذ والدها من الموت وقررت أن تتبرع له بجزء من الكبد وأجلت معاد زفافها.
هدى حلمى 19 سنة، يعانى والدها من مشاكل عديدة فى الكبد إلى أن وصل الأمر للتليف ولا بد من زراعة كبد، وقال عبد العزيز شقيق المريض وعم هدى، تبلغ هدى من العمر 19 سنة وكانت تستعد لاتمام زفافها ولكن عندما علمت أنها الوحيدة المناسبة للتبرع لم تتردد وأجلت ميعاد زفافها من اجل التبرع.
وأضاف: لم نستطع تأجير متبرع لأن ظروفنا صعبة ومبلغ التبرع كبير، والأطباء رفضوا ان اكون انا المتبرع لان حجم الكبد عندى صغير ولا يستحمل استئصال جزء منه، والحمد لله حالة هدى متوافقة وهى الان مع والدها فى المعهد القومى للكبد لإجراء العملية غدا .
وقال الدكتور محمود طلعت أخصائي الجراحة و منسق فريق زراعة الكبد بالمعهد القومي للكبد بالقاهرة ، ان هناك معايير للتبرع بالكبد وهى ان يكون عمر المريض من 18 الى 50 سنة فى حالة ان هناك صلة قرابة بين المريض والمتبرع ، اما فى حالة عدم وجود صلة قرابة لا يقل عمر المريض عن 21 سنة، ويتم تحضير المريض والمتبرع قبل معاد العملية بشهر ونصف.
وأضاف، زراعة الكبد عمليه ناتجة عن وجود مشاكل كبيرة فى الكبد أدت إلى تدهور حالة المريض قد يكون بسبب تليف الكبد وخصوصا الناتج عن فيرس سى أو أورام وراثية، وتكون العملية هى استئصال احد فصى الكبد وفى الغالب يكون الفص اليمين لان حجمه اكبر من الشمال، ومع الوقت ينمو الفص عند المريض والمتبرع وتعود حالتهم طبيعية بنسبة كبيرة.