يعد ميلاد طفل أهم الأحداث التى قد تمر بها العائلة، الكثير من مشاعر الحب والعطاء والراحة والقلق، إضافة إلى أن بعض الآباء يشعرون رويدا بغيرة من أبنائهم رغما عنهم، وهى شكوى متكررة تصرح بها الكثير من الأمهات قائلة "جوزى بيغير من ابنه"، وذلك بسبب اهتمام الأم بالمولود الجديد.
يوجه فى البداية الدكتور رأفت عماد استشارى النفسية، حديثه للأم، مؤكدا لها أن فكرة غيرة الأب من المولود ليست حقيقية حتى وإن كانت كذلك فى ظاهرها، مؤكدا أن هذا الشعور السلبى الذى يشعر به الأب، يؤذيه نفسيا ويجعله شاعرا بالذنب تجاه طفله.
وأوضح الدكتور رأفت أن حقيقة هذا الشعور عبارة عن شعور سلبى يشعر به الأب غالبا فى السنة الأولى من ميلاد الطفل الأول، فهو يشعر بإهمال شديد من الزوجة التى أصبحت تبدى اهتماما طبيعيا أكثر بالطفل الصغير، فيشعر بالخوف على مكانته ويشعر بالحزن داخليا لذلك، إلا أنه فى الوقت ذاته يعانى تأنيب الضمير لأنه يغار من ابنه.. وهنا ينصحه استشارى النفسية:
1- شارك زوجتك فى العناية بالطفل، وقسما المهام سويا، على الأقل قم بتغيير الحفاض مرة واحدة يوميا لطفلك، وسوف تتفهم تدريجيا طبيعة وصعوبة الاهتمام بطفل صغير.
2- زوجتك لا تهملك، بل فقط أصبحت أكثر انشغالا بطفلك الذى من الصعب عدم ملاحظته ومرافقته فى كل لحظة.
3- لا تشعر بالذنب وتأنيب الضمير، فأنت لا تغار من طفلك، بل فقط ينتابك شعور سلبى نتيجة مرورك بحياة وظروف جديدة لم تتأقلم معها بعد.
4- طفلك يحتاج من وقتك الكثير.. اهتم بمشاركة زوجتك كل أوقات فراغكما، أثناء نوم الطفل وهدوئه، أو لعبه، استغلا هذا الوقت فى قضائه سويا.
5- بين الحين والآخر اصطحب زوجتك للعشاء أو قضاء أوقات خاصة بكما للتعويض وحاولا التحدث والمشاركة الدائمة عن حياة الطفل وحياتكما وأموركما الخاصة، ولا تتباعدا.
6- إذا بدأت تخصيص أنشطة بعينها من مسئوليتك تجاه الطفل، سوف تتأقلم سريعا على حياتك الجديدة، اجعل على سبيل المثال مهمة استحمامه، أو اطعامه، أو اللعب عليك وحدك.
7- وفى السياق ذاته، توضح الدكتورة علا بهاء استشاى النفسية، أنه على الزوجة دور كبير فى إنماء العلاقة بين الأب ومولوده الجديد، ولا تضغط عليه مطالبة بضرورة تفهم مشاعرا تجاه طفلها، فمشاعر الأمومة تختلف عن الأبوة.
8- وعليها أيضا تفهم مشاعر زوجها بشكل سليم، دون اطلاق أحكام مغلوطة عن مدى حبه لطفله أو غيرته منه
9- عليها مسئولية التقارب بين الأب والطفل، من خلال تعلقهما ببعضهما البعض، وترك الطفل مع الأب لوقت خاص دون وجودها.
10- على الأم الاهتمام بمشاركة الأب فى علاقتها مع الطفل، وإدخاله فى التفاصيل.
11- عليها تحديد أوقات بعينها مهما كانت قليلة للاعتناء نفسيا وعاطفيا بزوجها.
12- عليها أن تحافظ بعض الشىء وقدر الإمكان على عاداتهما سويا، والتى كانا يفعلانها قبل الحمل والولادة.