نجح علماء في بريطانيا في تخليق نماذج خلوية مصغرة للمراحل الأولية للمشيمة البشرية قالوا إنها ستغير المفهوم العلمي لاضطرابات الجهاز التناسلي مثل مضاعفات الحمل والإجهاض.
وسوف تتيح هذه النماذج للباحثين استكشاف السبب الذي يجعل الحمل صحيا وكيفية انتقال أمراض معينة من الأم إلى الجنين.
وتوفر المشيمة البشرية كل ما يحتاجه الجنين للنمو من الأكسجين والعناصر الغذائية. وإذا لم تقم بمهمتها على النحو الصحيح فإن الحمل قد لا يستمر وينتهي بولادة جنين ميت أو إجهاض أو بولادة أطفال يعانون من مشكلات تتعلق بالنمو.
وتقول أشلي موفيت الأستاذة في قسم علم الأمراض ووظائف الأعضاء والنمو والعلوم العصبية بجامعة كمبريدج والتي شاركت في قيادة العمل إن المشيمة البشرية مهمة للغاية للجنين أثناء نموه داخل رحم الأم غير أن الباحثين لا يعرفون شيئا يذكر عنها بسبب نقص النماذج التجريبية الجيدة.
وقالت في إفادة للصحفيين "إنها العضو الأول الذي يتطور لكنها أيضا أقل عضو يمكن فهمه".
وشهد مجال العلوم العضوية تطورا في السنوات الأخيرة مع قيام فرق البحث بزراعة كل شيء من الأدمغة المصغرة إلى الأكباد والرئات المصغرة واستخدامها لمعرفة المزيد عن علم الأحياء البشرية والأمراض.
وبدأ فريق جامعة كمبريدج الذي نُشرت أحدث أعماله في مجلة نيتشر العلمية في جهوده لزراعة خلايا مشيمة بشرية منذ أكثر من 30 عاما عندما كانت موفيت وزملاؤها يدرسون التطورات التي تطرأ على الخلايا في الأسابيع القليلة الأولى من الحمل.
واستطاع الفريق أن يطور تدريجيا وسائل لعزل وتوصيف الخلايا المشيمية ووجد في النهاية التركيبة الصحيحة لتجميع الخلايا وطريقة زراعة لخلق نماذج المشيمة المصغرة.
وقالت موفيت "نحاول عمل هذا منذ سنوات".
ويمكن أيضا استخدام النماذج الخلوية المصغرة للفحص الآمن للعقاقير بشأن إمكانية استخدامها في المراحل الأولية للحمل ومعرفة كيف يمكن لتشوهات الكروموسومات أن تعرقل النمو الطبيعي.