سمعنا كثيرا عن حوادث الاغتصاب وهتك العرض والسرقة وربما القتل، التى تمت للضحية تحت تأثير المخدر التى شربتها دون علمها ربما فى كوب عصير أو شاى أو كحول، وهو ما نطلق عليها مزاحا "حاجة أصفرا"، حتى أن الآباء والأمهات يحذرون أبناءهم دائما من عدم تناول أى مشروبات من أشخاص غير معلومين لديهم، أو أشخاص حولهم شكوك.. التساؤل الآن هل حقا توجد مادة صفراء توضع فى العصائر والمشروبات لها هذه القدرة الفعالة على تخدير متناولها بالقدر الذى لا يشعره بتعرضه للسرقة أو الاغتصاب.
تأثير المواد المخدرة على العصائر والمشروبات
الدكتور عبد الرحمن حماد، مدير مركز إنسايت للصحة النفسية وطب الإدمان، والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، يؤكد حقيقة وجود مواد مخدرة توضع فى العصائر والمشروبات من شأنها تخدير متناولها لساعات طويلة تمكن المجرم الذى وضع هذا المخدر من القيام بأى شيء للضحية كأن يسرقه أو يقتله أو يغتصبه أو يهتك عرضه، قائلاً:"المادة موجودة بالفعل ولكنها عديمة اللون والطعم والرائحة وليست صفراء كما هو متعارف عليه".
المواد الطبية التى تؤدى إلى التخدير وتسهيل الاغتصاب
وأوضح الدكتور عبد الرحمن حماد، لـ "انفراد"، أن هذه المادة تذوب بسرعة في العصائر أو الكحوليات، ويظهر مفعولها بعد وقت قصير جدا من تناولها، يصل بعضها إلى ربع ساعة تقريبا، ويستمر مفعولها المخدر حوالى 5 ساعات، وتسبب هذه المواد النوم ونسيان الأحداث القريبة، وتقلل القلق، وتحدث خلل فى إدراك الوقت والحركة، مشيرًا إلى أن هذه المادة تعرف باسم " Drug-Facilitated Sexual Assault"، أو الأدوية التى تسهل أو تساعد على الاغتصاب وهى تندرج تحت نوع شهير من الأدوية اسمه " club drugs.
وأكد حماد أنه نظرًا للتأثير العنيف والسريع جدا لـ " rohypnol"، فإن دولا كثيرة فى العالم منعت استخدامه وتداوله، وبدأت الشركة المنتجة تصنيعه باللون الأزرق حتى يظهر فى المشروبات إذا تم وضعه عليها، لأنه عديم اللون والطعم والرائحة، كما أن خطورته تزداد أكثر إذا تم خلطه بالكحول، حيث يعمل على فقدان للوعي وتقليل معدل ضربات القلب والتنفس وربما يصل لوفاة الشخص.
وأوضح الدكتور عبد الرحمن حماد، أن خطورة هذه المواد فى استخدامها بشكل كبير فى جرائم الاغتصاب، لأن المجنى عليه يكون فاقد للوعى والحركة والإدراك ومسلوب الإرادة، والخطورة الأكبر فى تأثير المخدر بعد الحادث وإفاقة المجنى عليه، حيث يتسبب المخدر فى نسيان الأحداث القريبة، فلا تتذكر الضحية مثل ما الذى أتى بها إلى هذا المكان ومن كان معها، الأخطر من ذلك أن مفعول المادة المخدرة يختفى بعد حوالى 12 ساعة من دخوله للجسم ومن هنا يهرب المجرم من العقاب فى كثير من الأحيان.
روشتة طبية لحماية أبنائنا من الاغتصاب أو السرقة تحت تأثير المخدر
ويضع الدكتور عبد الرحمن حماد، روشتة طبية للآباء لحماية أبنائهم من التعرض لحوادث اغتصاب أو هتك عرض أو سرقة تحت تأثير المخدر وهى:
1- التأكيد على عدم شرب أى مشروبات لدى الأشخاص الغرباء عنا.
2- إذا استدعى شربه أى مشروب فيحاول قدر المستطاع تجهيزه بنفسه.
3- عند شراء مشروبات من الشارع يجب التأكد أنها محكمة الغلق وفتحها بنفسك.
4- الذهاب للحفلات مع أصدقاء حسنى السير والسلوك.
5- يمكن وضع المشروب الخاص بنا باستمرار فى حقيبة اليد.
6- الاحتفاظ بالمشروب باستمرار فى أيدينا أو أمام أعيننا حتى لا يضع أى شخص المادة المخدرة بداخله.
7- عدم تناول أى مشروب ذى طعم أو رائحة غريبة.
8- إذا كنت فى حفلة وعرض عليك شخص ما تناول أى مشروب احرص على الذهاب معه لإعداد المشروب.
9- إذا أدركت أنك تركت مشروبك دون رقابة، وشعرت بخوف اسكبه فورًا.
10- إذا شعرت بالسكر ولم تشرب أي كحوليات، أو إذا كنت تشعر بأن آثار شرب الكحول أقوى من المعتاد، اطلب المساعدة على الفور.
نصائح للتعامل مع ضحية "الاغتصاب"
وفيما يتعلق بالخطوات والإجراءات التى يجب اتخاذها بعد وقوع حادث اغتصاب تحت تأثير المخدر، يؤكد الدكتور عبد الرحمن حماد، مدير مركز إنسايت للصحة النفسية وطب الإدمان، والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، ضرورة التعامل مع الضحية بحرص شديد وتهدئتها، خاصة وأنه فى الغالب تكون بها آثار جانبية مثل نزيف من الأعضاء التناسلية أو وجود إفرازات أو تهتك أو قطع فى الملابس الداخلية والخارجية، كما يجب مساعدتها لتذكر ما حدث لها والشخص المتسبب فى ذلك حتى لا يهرب من العقاب، كما يجب سرعة التوجه لتقديم بلاغ رسمى.
ولمزيد من المعلومات والنصائح الطبية فى مجال طب الإدمان والصحة النفسية يمكنك الإطلاع على صفحة مركز انسايت عبر "فيس بوك"
https://www.facebook.com/InsightMHAM
للتواصل مع الفريق الصحفى المسئول عن إعداد المحتوى الطبى بخدمة دكتور انفراد يرجى التواصل من خلال:
الواتس آب على الهاتف رقم: 01288830677
البريد الإلكترونى :
[email protected]