صور.. "عملية الابتسامة" تعيد فرحة أطفال الشفة الأرنبية.. علاج 3 آلاف طفل بمصر و100 جراحة مجانية جديدة.. الأطباء: جهل الأهالى بالمرض يدفعهم لمنع بناتهم من الخروج بسبب هذه المشكلة وأمهات يرفضن رضاعة الط

الابتسامة التى ترتسم على وجهك هى إضافة ربانية ربما لم يحظ بها الجميع.. تحولت ولادة طفل من الزغاريد للحزن والنحيب بمجرد رؤية الشفاه العلوية غير مكتملة النمو، وبها شق يصل ما بين الفم ونهاية الأنف، فلم يعلم لحظتها أحد ماذا حل بهذا الطفل، وتعاملوا معه على أنه مسخ غير واعيين بأن ما يعانى منه يسمى طبيًا بـ"الشفة الأرنبية" ويصيب حالة من بين 700 طفل يولد فى كل عام، وهو عيب خلقى يصيب الذكور أكثر من الإناث، قصص وتفاصيل دارت حول هذا المشهد الذى تكرر فى العديد من منازل الأقاليم بشكل خاص بمصر، والذين تعاملوا مع الأمر بعدم القبول ومنع الطفل من ممارسة حياة طبيعية فى كثير من الأحيان. أطفال ودعوا الحياة بسبب سوء التغذية والرعاية الصحية لحالتهم الطبية، وأمهات أصبن بالاكتئاب ومنهن من مات كمدا وحسرة بسبب رؤية تشوه أطفالهن غير مدركين أنها مشكلة لها علاج ويمكن تصحيحها بجراحة، وكان لابد من وصول صوت المساعدة لهذه الأهالى حيث أقبلت قوافل "عملية الابتسامة" لمختلف المحافظات لإعادة الفرحة والحياة لهؤلاء الأطفال، من خلال التوعية بطبيعة المرض وإجراء جراحات إصلاح. "عملية الابتسامة" هى مؤسسة دولية تبنت هذه الفكرة الإنسانية قبل أن تكن طبية، والتى عالجت 300 ألف طفل بالمجان مصابين بالشفة الأرنبية وشق سقف الحنك حول العالم منهم 3 آلاف فى مصر، وأنقذتهم من مشكلات جسدية ونفسية عديدة، حيث تتابع عملها حاليًا فى مستشفى الأقصر الدولى لإجراء 100 جراحة جديدة من أجل إصلاح عيوب الأطفال وإعادة الابتسامة لهم بالتعاون مع وزارة الصحة ومستشفى أسيوط الجامعى، ويرصد "انفراد" أبرز القصص التى لم ترو من قبل عن مأساة حقيقية يعيشها أطفال الشفة الأرنبية فى مصر. حكاية من داخل قافلة "عملية الابتسامة" أقدمت إحدى السيدات لقافلة "عملية الابتسامة" ومعها طفلها الذى كان يشكو من شق فى سقف الحنك ومع بداية تواصلها مع الأطباء الذين اصطفوا لتجميع الحالات استعدادًا لتجهيزهم لعملية التصحيح، كانت هذه المحادثة حول تفاصيل الحالة بين الطبيب ووالدة الطفل الذى يبلغ من العمر 4 سنوات: - عرفتي منين يا حاجة أن الولد عنده شق فى سقف الحلق؟ أنا كنت أول مرة أسمع عنه لما سألنا الدكتورة وقالت لنا إن ده اسمه شق فى سقف الحلق لكن قبل كده ما سمعناش عنها أبدا وما فيش حد فى العيلة عنده - طيب يا حاجة ليه محاولتوش تعالجوا الولد قبل كده؟ والله يا بنى إحنا ما نعرفش أن الموضوع ده ليه علاج وإحنا بعد ما الولد أتولد وشفناه كده اتصدمنا من منظره وكنا آخر حزن عليه وبعدين سلمنا أمرنا لله. - ومين عرفكم بينا؟ شوفنا إعلانات بتتوزع عن القوافل دى وأنها بتعالج العيال إللى عندهم نفس الحالة فقلنا الحمد لله أن ممكن يكون فى علاج ليها - وأنتم من أى بلد؟ إحنا من الطوابية مركز أبنوب.. ركبنا ثلاث مواصلات لحد ما جينا هنا مش مشكلة التعب والمواصلات ده إحنا أملنا أن نعمل العملية للولد وكل شيء يتصلح والبركة فيكم وفى كل الدكاترة إلى فى المستشفى. هذه المقابلة كانت للطفل أحمد بهجت الذى أجرى العملية بنجاح لتعود له ابتسامته مرة أخرى دون مشكلة فى شكله وتغذيته. معايير إجراء عملية الشفة الأرنبية للطفل "عملية الابتسامة الخاصة بإصلاح عيوب الشفة الأرنبية وشق سقف الحنك تجرى وفقًا لمعايير عالمية يتم اختيار الطفل على أساسها حتى يحصل على أعلى معدلات الأمان، حيث يجب أن يكون السن ليس أقل من 6 شهور لإصلاح الشفة الأرنبية ولا أدنى من 12 شهر فى حالة إصلاح شق الحنك، على أن يكون الطفل صحيًا لا يعانى من مشكلات طبية أخرى" هذا ما قاله لنا الدكتور محمد الشاذلى المسئول عن فرع مصر لمؤسسة عملية الابتسامة. وأضاف الشاذلى أن بداية هذه العمليات كانت فى 2005 حيث تم علاج 3 آلاف طفل خلال هذه السنوات، فتقوم المؤسسة بمصر بقوافل طبية محلية ودولية عدة مرات خلال العام الواحد، مع فريق من أطباء جراحة تجميل وتخدير وأطفال وتخاطب وتصوير طبى وأطباء نفسيين وفريق طلابى يساعد المؤسسة بشكل تطوعى، مشيرًا إلى أن القوافل تنطلق من مقر المؤسسة فى المستشفى الجامعى بأسيوط والذى تقرر وجوده فى محافظة بالصعيد وليس فى العاصمة نظرا لاحتياج هذه الأماكن للتوعية أكثر والمساعدة. كريم الأمير الطيب .. أخذ من اسمه الكثير كريم هو أحد الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية مع شق الحنك، ولم يكن هو الوحيد المصاب بها بل أخته التوأم أيضًا ناريمان، حيث بدأوا علاجهما منذ فترة ومازالوا فى فترة المتابعة، ابتسامته مميزة جدًا وبه براءة طفولية رقيقة تجعله أميرًا حقيقيًا. زيارة كريم الأولى لعملية الابتسامة كانت منذ ما يقرب من عام وبعد إجراء أول عملية يتابع علاجه مع الفريق الطبى وخاصة أنه سيحتاج لعملية تجميلية أخرى ليتم علاجه. وعن الطفل كريم، يؤكد الشاذلى أن الأطفال تظل فى متابعة بعد العملية الأساسية ليجروا عملية أخرى فى سن الخامسة عند دخولهم للمدرسة، حيث يصبح وجه الطفل مقاربًا للطبيعى جدًا وليس فقط مجرد تصحيح للشفة الأرنبية، وذلك لمساعدته على ممارسة حياة طبيعية ولا يتعرض للتنمر من زملائه، فلا يقتصر الأمر على قدرته على الابتسامة، لافتًا إلى أنه يوجد فتيات لا يخرجوا من منازلهم بسبب هذه المشكلة وذلك يؤثر على الطفل والأهل معًا. مواقف الأطباء مع المرضى الفريق الطبي المتطوع يواجه مواقف عدة بين الجالات المتقدمة للتسجيل فى تلقى العلاج وإجراء الجراحات، ولعل من بينها حضور سيدة مع طفل فى شهره الثانى تبين أنها خالته لأن والدته ماتت بعد ولادته، وكان السبب وراء الولادة هو رد فعلها عندما رأيت الطفل عند ولادته فلن تتحمل شكله وأصيبت بصدمة نتج عنها وفاتها مع تعب الولادة. وهناك موقف آخر لطفل من الأقصر والدته رفضت رضاعته لأنها لا تتقبله نهائيًا بسبب منظره، وللأسف لم تكن تعلم أن ابنها حالة من بين حالات كثيرة تصاب بالشفة الأرنبية وكانت على غير وعى بطبيعة أن ذلك عيب يمكن إصلاحه، ولم تنتهِ هذه المواقف التى تكررت فى العديد من القافلات بمختلف المحافظات، وبجانب هذه المأساة كانت هناك مشكلة أخرى تتعلق بوفاة الطفل أحيانًا بسبب سوء التغذية وعدم التعامل الجيد معه من جانب الأهل، حيث سجلت معهم حالات ولكنها لم تستمر على قيد الحياة عند موعد إجراء الجراحة، بينما تواصل عملية الابتسامة فى رسم العديد من الابتسامات الأخرى بالبحث عن الحالات وإعطائها الأمل فى العودة لممارسة الحياة الطبيعية.