الغيرة ليس شعورًا بسيطًا يكون بين الأحبة فقط ولكنها مواقف متأصلة من الطفولة وتعد أحد العوامل المشتركة التى تتسبب فى الكثير من المشاكل المنزلية بين الأخوات وتقف الأم أمامها عاجزة لا تعرف كيف تتغلب عليها.
وتقول الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل الاجتماعى والمتخصصة فى سلوكيات الأطفال: "الغيرة من المشاعر الإيجابية التى خلقنا الله بها، وعند ظهورها بقوة عند الأطفال علينا أن نعرف أنه فاقد لحب من حوله، والغيرة إذا اشتدت عند الفرد منذ صغر سنه فهى ستكون ملازمة له فى الكبر، ويشعر دائمًا بالخيبة والإهمال والضعف والظلم وينحصر تركيزه حول ذاته فقط فيميل إلى العزلة وتجنب الآخرين أو أن يسلك سلوكًا عدوانيًا ليجذب إليه الأنظار.
وتضيف: "فن التعامل مع الأطفال الذى يفقده الأهل هو الذى يوصل الطفل إلى حالة الغيرة السيئة، فهناك بعض الأمهات توجه عنايتها إلى أخواته الأصغر منه وتهمله، بالإضافة إلى قيام بعض الأسر بعمل مقارنات بين أبنائهم من حيث التحصيل الدراسى أو فى القدرات العقلية أو فى المواقف السلوكية أو فى المظهر الخلقى، فكل هذا يثير الغيرة بين الأطفال على الرغم من أن الآباء لا يقصدون من ذلك إيقاع الضرر بأطفالهم ويعتقدون أنها وسائل للتحفيز على النجاح.
ويعبر الطفل عن غيرته باللجوء إلى بعض الحيل الدفاعية، التى من خلالها يعوض ما فقده من حب أو ثقة من أبويه، ويظهر ذلك من خلال تبوّله لا إرادي، أو إظهار تخوفه من أشياء معينة أو التمارض فى بعض الأحيان، أو امتناعه عن تناول الطعام، ما يؤدى إلى نقص فى الوزن وضعف فى الصحة، ما يترتب عليه قلق الأهل إلى حد كبير.