خبير كبد أمريكى: أدوية فيروس سى الجديدة تبشر بعلاج تليف الكبد بنسبة 100%

ظهرت فى السنوات القليلة الماضية عدد كبير من علاجات فيروس سى التى أصبحت قادرة على القضاء تماما على الفيروس بدون مضاعفات، ووصلت فعاليتها إلى حوالى 98%، بعد أن كانت تحقق 50% فقط، ومع تطور العلاجات يوما تلو الآخر، أصبحت شركات الأدوية تبحث عن مميزات أخرى فى تطور علاجات فيروس سى، حيث أصبح تقصير فترة العلاج هدفا تسعى إليه شركات الأدوية، إضافة إلى إمكانية علاج الكثير من فئات المرضى الذين لم يكن لهم علاج من قبل، وهم مرضى التليف المتقدم، حيث الأجيال الجديدة من أدوية فيروس سى والتى ستظهر مع نهاية 2016 وبداية 2017 ستكون قادرة على علاج مرضى التليف المتقدم بنسب نجاح تصل إلى 100 %.

وأكد البروفيسور فرناندو كونتريرس - نائب رئيس جمعية أمريكا اللاتينية لأمراض الجهاز الهضمى والكبد - أن العلاجات الجديدة لفيروس سى قادرة على علاج المرضى المصابين بالتليف المتكافئ، والتليف غير المتكافئ، باعتبارها من أقوى علاجات سى.

وقال البروفيسور فرناندو فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" إنه تم إجراء العديد من التجارب الإكلينيكية العالمية على فيروس سى فى العديد من بلدان الدول الغربية لتقييم مرضى فيروس سى المصابين بالتليف الكبدى المتقدم، وإجراء أبحاث عليهم لمعرفة العلاجات الفعالة فى علاجهم، موضحا أن أعباء المرض هائلة لأن هذه المجموعة من المرضى تعانى من أغلب المضاعفات، مؤكدا أنه سيتاح العديد من العلاجات الجديدة التى يمكن استخدامها فى علاج المرضى، وهذه العلاجات تتمتع بدرجة عالية نسبيا من الأمان والفاعلية فى التخلص من الفيروس.

وأكد البروفيسور فرناندو كونتريرس أن أغلب المرضى إذا استطاعوا التخلص من الفيروس بالأدوية الجديدة تنخفض بشدة المضاعفات الناتجة عن الفيروس فى الكبد وتقل فرصة الوفاة، مؤكدا ضرورة علاج المرضى المصابين بالتليف الكبدى وإعطائهم الأولوية فى العلاج.

وأشار نائب رئيس جمعية أمريكا اللاتينية لأمراض الجهاز الهضمى والكبد إلى أن الأدوية الجديدة جميعها تؤخذ بالفم وتعمل مباشرة على قتل الفيروس، وتبلغ درجة فعاليتها نسبة تصل من 85% : 100%، مضيفا أن الدراسات العلمية أثبتت أن الأدوية الجديدة تعمل على تحسين حالة الكبد وتقليل الاحتياج إلى زراعة الكبد وتحسن الضغط فى الدورة البابية.

وأوضح البروفيسور أن علاج هؤلاء المرضى يوجد فى العديد من البروتوكولات العلاجية التى تعتمد على حدة المرض، فمثلا الحالات المتوسطة من التليف والذى يعانون من فيروس سى يوجد 4 برتوكولات علاجية مثل السوفالدى، بالإضافة إلى الاوليسيو، أو الدكلانزا مع السوفالدى، بالإضافة إلى الريبافيرين، أو الكيوريفو مع الريبافيرين أو الهارفونى، موضحا أن هذه الفئة من المرضى تعانى من التليف الكبدى المتكافئ.

وقال البروفيسور: "أما المرضى الذين يعانون من التليف غير المتكافئ أو المتقدم فيناسبهم السوفالدى مع الدكلانزا مع أو بدون الريبافيرين، أو الهارفونى مع الريبافيرين أو بدونه"، موضحا أن المرضى الذين يعانون من الاستسقاء يعتبرون مرضى فى حالة حرجة ويحتاجون إلى رعاية خاصة من خبير كبد، لأن مخاطر تطور المرض تكون مرتفعة جدا، وقد يستلزم الأمر إلى زراعة الكبد بدلا من محاولة علاجهم بالأدوية، مشيرا إلى ضرورة أن يتم تقييم هذه الحالات كل حالة على حدة.

وقال البروفيسور فرناندو: "إذا قضينا على الفيروس فيمكن أن يحدث تراجع ووقف لتليف الكبد، واسترجاع لظائفه وانخفاض فى احتمالية حدوث مضاعفات، كما أنه يحدث انخفاض فى تحول التليف إلى سرطان بالكبد وبالتالى تقليل فرص الوفاة"، مضيفا: "تكمن أهمية العلاجات الجديدة فى أننا نستطيع علاج العديد من المرضى الذين لم يكن متاح علاجهم بالإنترفيرون من قبل، بالإضافة إلى ارتفاع نسب الشفاء من الفيروس وانخفاض معدل حدوث الأعراض الجانبية مع هذه الأدوية".

وبالنسبة لاستخدام مدعمات الكبد بعد التخلص من الفيروس أكد البروفيسور فرناندو: فى الحالات المتقدمة يتخلص المريض من الفيروس ولكن التليف يستمر مدة طويلة، واحتمالية الإصابة بسرطان الكبد تظل موجودة، وعلى الرغم من انخفاض مضاعفات الكبد تظل الاحتمالية موجودة مثل القىء الدموى والاستسقاء، ويظل احتمال هذه المضاعفات إضافة إلى ضعف جهاز المناعة، وبالتالى يحتاج المريض للمتابعة بصورة دورية مع طبيب متخصص، موضحا أن هناك أبحاثا تحسن وتعالج التليف لاستعادة وتقليل التليف الكبدى. وتابع: بعض مجموعات الاستاتن يمكن تجربتها لتحسين حالة الكبد من التليف، حيث تقوم بتحسين الضغط فى الوريد البابى، ولكن يجب الانتباه أنه عندما يصل الكبد إلى درجة عالية من التليف يصبح إمكانية تحسن حالة الكبد أقل، لذلك ينصح بالعلاج فى وقت مبكر بقدر الإمكان.

ونصح نائب رئيس جمعية أمريكا اللاتينية لأمراض الجهاز الهضمى والكبد المرضى الذين يعانون من تليف كبدى متقدم واستسقاء بالانتظار حتى نتأكد من فعالية الأدوية وأمانها للمريض، موضحا أن هناك أدوية جديدة تعالج فيروس سى وتحقق نسبة نجاح 100% باستخدام السوفالدى مع فلباتاسوفير، وأن نتائج الأبحاث أعطت نتائج مشجعة للغاية ويتوقع حصوله على موافقة الـFDA فى الربع الأخير من العام الحالى 2016، وهو صالح لجميع الأنواع الجينية للفيروس.

ولفت نائب رئيس جمعية أمريكا اللاتينية لأمراض الجهاز الهضمى والكبد إلى أهمية التجربة المصرية فى علاج فيروس سى، متابعا: أهنئ الشعب المصرى لأن التجربة المصرية تقود الحرب ضد فيروس سى، وتعتبر نموذجا يحتذى به فى الدول التى لديها نسبة كبيرة من فيروس سى.

وكان الدكتور طارق حسنين - أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بجامعة سان ديجو بالولايات المتحدة الأمريكية - أعلن عن أن العلاجات الجديدة لفيروس سى من الأجيال الجديدة قادرة على علاج جميع فئات المرضى فى مراحل التليف المختلفة، موضحا أنها تحقق نسب شفاء تصل 100%، خاصة فى النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر، وأن هذه الأدوية صالحة لعلاج جميع مراحل التليف بما فيها المرضى الذين يعانون من فيروس سى المصاحب للاستسقاء، مشيرا إلى أن الأدوية الجديدة تقلل مدة العلاج إلى ما بين 8 و12 أسبوعا فقط، كما تقلل نسبة انتكاسة المريض. وأشار الدكتور طارق حسنين إلى أن مميزات هذه الأدوية الجديدة تشمل أنها ستكون قرص واحد يؤخذ يوميا من جميع فئات مرضى فيروس سى، ويتوقع طرح بعضها فى يونيو المقبل والبعض الآخر مع بداية 2017، مؤكدا أن فاعليتها ستكون أقوى ومضاعفاتها أقل.

وأوضح أستاذ الكبد أن أبحاثا تجرى الآن لتقليل نسبة التليف لأن بعض المرضى بعد الشفاء من الفيروس يعانون من التليف ومن تدهور حالة الكبد، ناصحا مرضى فيروس سى، بضبط السكر والوزن والكولسترول وممارسة الرياضة حتى ظهور هذه الأدوية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;