تنصح الدراسات الحديثة الحوامل بالإكثار من تناول فيتامين "د" نظرا للمخاطر الكثيرة التى تصيبها وجنينها نتيجة نقصه فى الجسم. وعن أهمية فيتامين "د" للحامل والآثار السلبية التى يسببها نقصه يقول الدكتور عمرو أبو اليزيد أخصائى النساء والتوليد: تزداد احتياجات الجنين من فيتامين "د" فى النصف الثانى من الحمل وهى فترة استكمال نمو عظامه، والأم هى المصدر الوحيد لفيتامين "د" له خلال الحمل عن طريق الدم وبعد الولادة عبر الرضاعة.
ويضيف الدكتور عمرو أبو اليزيد: الدراسات الحديثة أثبتت أن فيتامين "د" يرتبط بالعديد من الوظائف بخلاف كونه يساعد الكالسيوم فى تكوين عظام الجنين داخل الرحم لوقايته من الإصابة بهشاشة العظام، مشيرا إلى أن فيتامين "د" يلعب دورا مهما فى تقوية الجهاز المناعى للجسم وتكوين المخ والقولون والبنكرياس والمشيمة، وما زال الباحثون يدرسون المضاعفات الناتجة عن نقصه على الحامل وإن اكتشفوا ارتباطا بين نقصه أثناء الحمل وارتفاع معدلات الولادة القيصرية، إضافة إلى تسبب نقص فيتامين "د" فى زيادة فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التناسلى وتسمم الحمل والخلل فى مستوى السكر بالدم، ونقص المناعة بجانب الأعراض العامة لنقصه والتى تشمل سقوط الشعر وآلام العضلات والمفاصل والاكتئاب وخلل الوظائف الإدراكية والذاكرة.
تأثير نقص فيتامين "د" على الجنين
أكد الدكتور عمرو أبو اليزيد أن نقص فيتامين "د" يرفع نسبة إصابة الطفل بلين العظام وتشوه الأسنان وحساسية الصدر ونقص الكالسيوم التشنجى والتصلب العصبى المتعدد، ورغم كل هذه الأخطار إلا أن هناك 97% من الحوامل فى مصر والعالم يعانين من نقص فيتامين "د"، وهناك احتمال بارتفاع هذه النسبة قريبا لصعوبة الحصول على فيتامين "د" النشط الذى تنشطه أشعة الشمس بشكل مباشر، وهذا أصبح غير متاح فى ظل أسلوب المعيشة الخاطئ الذى تتبعه معظم العاملات والمتمثل فى البقاء بالمكتب خلال فترات طويلة من النهار، مع ملازمة المرأة غير العاملة للمنزل وعدم تعرضها لأشعة الشمس المباشرة بل وانتشار استخدام الكريمات الواقية من الشمس.
ويشير أخصائى النساء والتوليد إلى أن التلوث وفصول السنة الخالية من أشعة الشمس لها أثر غير مباشر فى نقص فيتامين "د" إضافة لعوامل السمنة وتقدم السن، كما اكتشف العلماء أن بعض أصحاب البشرة الداكنة لديهم قدرة أقل على إنتاج فيتامين "د" ما يجعلهم عرضة للمضاعفات أكثر من غيرهم.
ويتابع أخصائى لبنساء والتوليد: هناك أطعمة قليلة تحتوى على نسب متفاوتة من فيتامين "د" مثل الأسماك البحرية كالتونة والماكريل والسردين والسالمون والكبد البقرى صفار البيض وبعض المكملات الغذائية، لكنه يوجد بنسبه وفيرة فى زيت كبد الحوت، وينصح الحامل عند نقص نسبة فيتامين "د" بتناول جرعات من فيتامين "د" عن طريق الفم بشكل يومى ابتداء من الأسبوع الـ12 أو الـ16 للحمل ولمدة مناسبة لحماية الأم والمولود من خطر نقص هذا الفيتامين.