تنتشر حالة من التضارب المعلوماتى حول واقعة خطف طائرة مصر للطيران التى وقعت صباح اليوم الثلاثاء والمتجهة من مطار برج العرب إلى مطار القاهرة، وهناك من يرجح أن الخاطف مريض نفسى وآخرون يؤكدون أن له أغراض سياسية، ومع كل حالة اختطاف سواء فردية أو جماعية ينصب اهتمام الجميع حول ماهية الخاطف دون التركيز على المخطوفين، ومشاعرهم وكيفية مواجهة حوادث الاختطاف خاصة فى أوقات يشهد فيه العالم عددا من العمليات الإرهابية، فكيف نحافظ على سلامة المخطوفين وكيف يمكن للشخص الذى يتعرض لمثل هذه الحوادث أن يحافظ على سلامته بكل الطرق المتاحة وأن يتجنب شرور الخاطفين.
ويقدم الدكتور جمال محمد فرويز، أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، مجموعة من النصائح حتى يتعامل المخطوفون بطريقة صحيحة لا تؤذيهم حتى ينتهى الموقف ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية، ويقول: "حالة المخطفوين تكون سيئة لأن الرعب والخوف وكل الافكار السلبية تحاصر تفكيرهم، ومن الممكن فى هذه الحالة أن يتصرفوا بطريقة خاطئة تزيد من تعقيدات الموقف مع الخاطفين، وهناك بعض الخطوات البسيطة التى يمكن أن يقوم بها المخطوفين فى حالة وقوعهم ضحايا لعمليات اختطاف.
- إذا كان مكان الخطف طائرة فهناك رجال أمن داخلها يجب الالتزام بقرارتهم وعدم مراجعاتهم أو مناقشاتهم فيها أمر واجب لأنه من المفترض أن رجل الأمن مدرب على كل المواقف الصعبة.
- فى حالة كل أشكال الخطف سواء فى وجود أفراد أمن أو لا لابد أن يلتزم الجميع بالهدوء التام وعدم محاولة استفزاز الخاطفين حتى لا ينتج عنها ردود أفعال سيئة تضر بحياة المخطوفين.
- فى حالة مخاطبة المخطوفين لبعضهم لابد أن تكون الرسالة قصيرة جدا وتكون بلغة الإشارة حتى لا يفهم الخاطفين.
- الامتثال لرغبات الخاطفين أمر مهم حتى تصل إمدادات أمنية أو يتم التفاوض معهم لإطلاق سراح المخطوفين.
- لا يفضل تحدث مع الخاطفين إلا فى أضيق الحدود لأن هذه المحاولات والمفاوضات لإنهاء الموقف لن تجدى بأى نتيجة فهم لا يروا أمامهم إلا طلباتهم التى قاموا من أجلها بعملية الخطف.
- قد يحاول أحد المخطوفين القيام بحيل مختلفة لاكتساب بعض الوقت أو التوصل لحلول للأزمة، كما حاول قائد الطيارة المصرية فى الحادث باقناع الخاطف بأن الوقود لا يكفى للذهاب إلى تركيا وجعله يختار قبرص، هذه الخطوة غير آمنة لأن هناك خاطفين تابعين لجهات وخطة محددة لا يغيرونها ويكون ردود أفعالهم غير سوية، لذلك لا يجب أن يقوم بها إلا شخص مسئول ومدرب كقائد الطائرة وليس أى من الركاب.
ويضيف، الاضطراب والمشكلات النفسية هى إحدى الشماعات التى نعلق عليها حالات الخطف التى تحدث سواء كانت فردية أو جماعية.
وينفى فرويز أن يكون مختطف الطائرة "سيف الدين مصطفى" مختل نفسيا أو يعانى من اضطراب عقلى واكتئاب شديد نتيجة مشكلات واجهته فى حياته الشخصية أو يكون شخصية سيكوباتية يقوم بأفعال لا يعرف مدى تأثيرها على المجتمع، مؤكدا أن هذا يبقى احتمالا ضعيفا، ورجح أستاذ الطب النفسى أن يكون خاطف الطائرة شخصا طبيعيا مسئولا عن أفعاله وتصرفاته، وأنه يحاول الوصول إلى هدف محدد قام من أجله بعملية الاختطاف.