يحتفل العالم أجمع باليوم العالمى للتوحد، والذى أقرته منظمة الأمم المتحدة فى الثانى من أبريل سنويا، وأهم ما يميزه هو اللون الأزرق، وتحتفل مصر هذا العام بإضاءة المعالم الأثرية فى الأهرامات وأبو الهول ومعابد الأقصر باللون الأزرق، وكذلك برج القاهرة.
نبذة عن التوحد
يعتبر التوحد أو "الأوتيزم" من أصعب الإعاقات الإنمائية والتطورية، واكتشفه الطبيب النفسى الأمريكى "ليو كانر" عام 1943، بعد ملاحظته عدد من الأطفال الذين يتصفون بعدم قدرتهم على التواصل مع الآخرين، ورفضهم تغيير الروتين بالإضافة على حركات نمطية مكررة وميلهم إلى العزلة، وقام بتسمية هذا الاسم مشتقا من الكلمة اليونانية “autism” والتى تعنى النفس أو الذات.
ويظهر التوحد خلال الثلاث سنوات الأولى منذ الولادة، ويعرف بأنه عجز يعيق تطورات المهارات الاجتماعية واللغوية والتواصل اللفظى واللعب التخيلى والإبداعى نتيجة اضطراب عصبى يؤثر على الطريقة التى يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة المخ.
ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من 500، وتزداد نسبة الإصابة بالتوحد بين الأولاد عن البنات بنسبة 1: 4، ولا يرتبط بأى عوامل عرقية أو اجتماعية.
ومع هذا التطور التكنولوجى الرهيب، أصبحت وسائل التعليم متاحة لتدريب الطفل التوحدى، لكن يظل نسبة كبيرة لا تعرف أعراض هذا الاضطراب، وعرض أسئلة شائعة عن الأوتيزم يجب معرفة اجابتها لسهولة التدخل المبكر والحد من وصول الاضطراب لمرحلة متقدمة، ومن هذه الأسئلة:
1- ما هى أسباب التوحد؟
فى الماضى كان يعتقد أن التوحد ناتج عن انهيار العلاقة بين الأم وطفلها، بمعنى أن تكون قد عجزت عن تزويد أطفالها بالحب والحنان، إلا أن ظهرت دراسات وأبحاث تؤكد أن هذا السبب ليس له أساس، وأن العوامل البيولوجية تكمن وراء التوحد وليس العوامل النفسية والبيئية، لذلك يعتبر التوحد حاليا مصنف ضمن الاضطرابات الجسمية وليس الاضطرابات الانفعالية.
2- ما هى أعرض التوحد؟
هناك العديد من الأعراض تكون مؤشرا لإصابة الطفل بالتوحد، لكنه ليس بالضرورة إذا ظهر عرض منهم أن يكون الطفل مصابا بالتوحد، ومن أبرز هذه الأعراض:
• الاستجابة غير الطبيعية للحواس الخمس تجاه المؤثرات الخارجية.
(مثل خوفه من الأصوات المزعجة فيسد أذنه، يرفض ويقاوم إذا حاول أحد لمسه أو احتضانه، غير مدرك إذا نادى عليه أحد -لا يعرف اسمه- وتختلف هذه الأعراض من طفل لآخر).
• الاضطراب فى اللغة والتواصل والكلام.
(ترديد الكلام كالبغبغان، كلام مبهم غير مفهوم، لا يفهم لغة الإشارات كحركة باى...)
• الفشل فى تطوير علاقات اجتماعية طبيعية.
(ويعنى عدم تفاعلهم مع المحيطين كباقى الأطفال ويفضل أن يكون وحيدا منعزلا عن نفسه فى عالم خاص به"
• تأخر واختلاف مراحل النمو.
تختلف مراحل النمو عند طفل الأوتيزم عن قرنائه من الأطفال الطبيعين، وخاصة فى الجوانب الاجتماعية والعقلية واللغوية).
• التعلق بالأحداث بشكل غير طبيعى.
(وتظهر هذه الأعراض إذا لوحظ الطفل متعلق بلعبة ما أو بطعام ما كالبطاطس مثلا، أو تكرار حركات روتينية كاللف حول جدران الغرفة أو تحريك يده بطريقة معينة).
3- متى يصاب الطفل بالتوحد؟ وهل يشفى الطفل منه؟
من الممكن أن يصاب الطفل بالأوتيزم منذ ولادته، ولكنه يكون ظاهرا فى سن 3 سنوات، ومعظم الأطفال المصابين بالتوحد يكون نموهم طبيعيا ثم يبدأ فى الانحدار فى تطور نمو اللغة الطبيعية له، وهذه من الجائز أن تكون بداية أعراض الإصابة.
وبالنسبة للشفاء، التوحد ليس مرضا عضويا يمكن الشفاء منه كالأنفلونزا، لكنه إعاقة تطورية ناتجة عن خلل فى الأعصاب، لكن يتم تأهيل الطفل من خلال المراكز المتخصصة وبمساعدة من الوالدين، حتى يعتمد على نفسه قضاء احتياجاته الأساسية كدخول الحمام وارتداء ملابسه، وأيضا تدريبه على برامج تنمية التواصل والتركيز واللعب والتقليد.
4- ما هى أشكال وأنواع التوحد؟
هناك العديد من أشكال التوحد لكنها تقع جميعا تحت مسمى "طيف التوحد"، ولكن يعد أشهرها:
• متلازمة أسبرجر.. وتكون فى الأطفال الذكور بنسبة أكبر.
• متلازمة ريت.. وتكون فى الأطفال الإناث بنسبة كبيرة.
• اضطرابات النمو العامة غير المحددة.
• اضطرابات الطفولة الذهنية.
5- كيف يشخص طفل التوحد؟ ومن يقوم بتشخيصه؟ ومتى يتم التشخيص؟
يتم تشخيص التوحد من خلال الملاحظة المباشرة لسلوك الطفل من خلال الأخصائيين فى المجال، وتقييم سلوكياته ومتابعتها، ودراسة تاريخ نموه، وجمع المعلومات من والديه والمحيطين به، ثم عمل أشعة تخطيط للمخ وأشعة مقطعية، وأيضا بعض الفحوصات الطبية لمعرفة إذا كان هناك أمراض عضوية تتشابه أعراضها مع التوحد.
أما من يشخص التوحد فهو فريق كامل من الأطباء (أعصاب - نفسى - نمو وتغذية) وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين وتخاطب وتعليمى وعلاج وظائفى، ويجب أن يكون الفريق وحدة واحدة حتى لا يتم التشخيص خطأ.
يتم تشخيص التوحد من عمر 3 سنوات وحتى 6 سنوات، من خلال ملاحظة التفاعل الاجتماعى وضعف العلاقات الاجتماعية مع المقربين من الطفل وخصوصا والديه، وأيضا ضعف التواصل اللفظى والحركى مع المحيطين به، وتشمل قائمة التشخيص عدة اختبارات، منها: (يتصرف الطفل وكأنه لا يسمع، لا يخاف من الخطر كأن يلعب فى النيران أو يسير فى الشارع دون اعتبار لدهسه، لا يفضل أن أن يحتضنه أحد حتى لو كانوا والديه وإخوته، ضحك فى أوقات غير مناسبة، البكاء والغضب دون معرفة الأسباب، لا يهتم بمن حوله، نشاط زائد وحركة كثيرة بدون ملل أو تعب، مقاومة فى تغيير الروتين للعالم الذى يعيش فيه، لا ينظر فى عين من يتحدث إليه، الاستمتاع بلف الأشياء ودورانها، عدم استطاعته التعبير عن الألم الذى يصيبه".
6- كيف يتصرف الوالدين عند معرفة أن طفلهم مصاب بالتوحد؟
ينبغى على الوالدين أن يتقبلوا الأمر ويسعوا لتأهيل طفلهم حتى يتأقلم مع المجتمع، وقراءة الكتب والأبحاث عن التوحد والعمل على تطوير علاقتهما مع الطفل وتأهيله للاندماج المجتمعى من خلال التدخل المبكر والتعليم واللعب.
7- ما هى المهارات الأساسية التى ينبغى اكتسابها لطفل التوحد؟
يجب على الوالدين بمساعدة فريق الأطباء والأخصائيين، تدريب الطفل على استخدام الحمام فى نفس العمر الذى يتدرب فيه نظيره من الأطفال الطبيعيين، وأيضا تدريبه على العناية بذاته وارتداء ملابس وغسل أسنانه وتصفيف شعره من خلال القيام بهذه الأعمال أمامه ومطالبته بتقليدها، وكذلك تعليمه على تناول الطعام وتدريبه على مسك الملعقة جيدا.
8- ما هى طرق العلاج والتأهيل المتاحة للطفل التوحدى؟
هناك العديد من البرامج التأهيلية والعلاجية للطفل من الممكن تطبيقها كاملة أو بعضها، ومنها:
• التعليم والتدخل المبكر.
• طريقة العلاج السلوكى "لوفاس".
• طريقة تتش.
• طريقة فاست فورود.
• التدريب على التكامل السمعى.
• العلاج بهرمون السكرتين.
• العلاج بالأدوية.. ولكن هذه الأدوية لا تشفى لكنها تستخدم للحد من حالات النشاط المفرط أو الاكتئاب والخمول، وهى محاولات لتنشيط مراكز أخرى فى المخ.
9- كيف تتطور الأسرة المهارات اللغوية لطفل التوحد؟
ويتم ذلك عن طريق الآتى:
- تعليم الطفل أجزاء الجسم عن طريق المجسمات والكروت واللعب.
- ألعاب الألوان.. وتهدف لتعليم الطفل الألوان الرئيسية ونطقها.
- لعبة التقليد.. مثل معرفة أصوات الحيوانات وتقليدها.
- الأغانى السهلة والبسيطة ذات اللحن المميز.
- الكلام المستمر مع الطفل حتى يكتسب كلمات ولغة.