قالت منظمة الصحة العالمية ،فى بيان لها اليوم الاثنين، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد، والذي كان شعاره هذا العام" استثمر للقضاء على التهاب الكبد"، إن مصر قد خطت خطوات متقدمة لمواجهة أكبر مشكلة تهدد الصحة العامة، وهي التهاب الكبد الفيروسي سي، بالإضافة إلى تحقيق وفر كبير حيث أن الكلفة المباشرة لمعالجة الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي سنوياً تقدر بحوالي 400 مليون دولار.
وأشارت المنظمة إلى أن مصر بدأت استثمارها منذ العام 2006، بإنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وما تلاها من أنشطة وإدخال العقاقير الجديدة لعلاج التهاب الكبد الفيروسي سي في العام 2014 بالإضافة إلى ميكنة قواعد بيانات المرضى، وإجراء أكبر مسح لفيروس سي، والأمراض غير السارية في عامي 2018 و 2019، وهو ما تم إنجازه ضمن حملة المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة.
وأضافت أنه من الناحية التقنية الطبية، تعمل منظمة الصحة العالمية جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة والسكان والشركاء المعنيين على تقوية كل الأنشطة المتعلقة بمكافحة الالتهابات الكبدية الفيروسية، ومنها: التطعيم، وعدم الانتقال من الأم إلى الطفل، والحد من المخاطر، وسلامة الدم والحقن وتقوية أنشطة التشخيص، وتخفيض تكلفة العلاج بنسبة كبيرة لتصل إلى أقل من 1% من تكلفتها العالمية. وأكدت أنه من ناحية القطاع العام، فيجب العمل على تقوية الإرادة السياسية والقيادة الحكيمة، وإشراك كل الجهات المعنية، ووضع أسس المراقبة والمسائلة، وتفعيل منظومة الصحة العامة، والتخطيط العملي وتفعيل حوارات التمويل.
من جانبه قال الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر"، إن جميع القطاعات الحكومية المصرية قد وحدت جهودها لتنفيذ مبادرة "100 مليون صحة"، وعلى رأسهم وزارة الصحة والسكان، تم تشكيل مجموعة عمل تضم الخبراء من مصر ،ومن منظمة الصحة العالمية والتي وضعت خطة عمل مفصلة لتنفيذ هذه المبادرة مع جميع القطاعات المعنية، والشركاء المعنيين، وتدريب الكوادر المعنية، موضحا أنه خلال 7 شهور تم مسح حوالي 58 مليون مواطن، واكتشاف حوالي 2.2 مليون مصري متعايش مع فيروس سي، وقد تم علاج حوالي 3 ملايين مصاب منذ عام 2014 من أصل حوالي 4.5 مليون متعايش مع فيروس سي، تم اكتشافهم حتى الآن .
وأضاف ،تعمل منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة والسكان للحفاظ على ما تم تحقيقه نحو القضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي سي، فلقد نفذت السلطات المصرية سياسة وطنية بشأن الحقن الآمن، حيث ساهمت المنظمة في إنشاء 12 مركزا متميزا لسلامة الحقن، وتعمل الوزارة الآن مع المنظمة لإنشاء 12 موقعا لرصد مرض التهاب الكبد الحاد، لمراقبة التقدم المحرز نحو القضاء على التهاب الكبد الفيروسي، بالإضافة الي الجهود المشتركة مع وزارة التعليم العالي لوضع منهج لتعليم الخريجين الجدد من كليات الطب، والعلوم والتمريض لتدريس التدابير الوقائية والبروتوكولات الطبية لمنع انتشار المرض.
و أشار جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، ترجع خطورة فيروس سي، إلى أنه مرض صامت، قد لا يشعر المصاب به بالأعراض إلا بعد فوات الأوان.
وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى الذهاب للفحص، والالتزام بطرق الوقاية المختلفة بعدم مشاركة أي أدوات شخصية مع أحد ( كالقصافة والمقص، وفرش الأسنان، وشفرات الحلاقة، وغيرها وعدم استخدام السرنجات لأكثر من شخص، مضيفا أنه إذا كنت من العاملين بالمجال الصحي فيجب عليك اتباع الطرق الصحية لمكافحة العدوي، عندما تكون معرضا للاتصال المباشر بالدم، أوالوخز بالإبر، وأثناء العمل، وخصوصا للعاملين بالقطاع الطبي، فيجب على كل فرد استثمار وقته وجهده للحفاظ على صحته.
وأشار الى أن كل هذه الجهود المتكاتفة ستؤدي للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي سي، في وقت أقصر مما كان مخطط له.