قال الدكتور عادل محمود أستاذ ورئيس قسم الأمراض المناعية بكلية الطب جامعة عين شمس: "إن مرض التهاب الشرايين العقدى المتعدد عبارة عن التهاب مناعى فى الأوعية الدموية متوسطة الحجم، التى تنقل الدم من القلب إلى باقى أعضاء وأنسجة الجسم"، مشيرا إلى أن المرض سمى بـ"التهاب الشرايين العقدى المتعدد" لأنه يؤدى لضيق يتبعه تمدد بالشريان المصاب ليظهر هذا الشريان فى شكل عقدى.
وأضاف الدكتور عادل محمود فى تصريح خاص لـ"انفراد": "هذا الضيق الشديد وأحيانا الانسداد فى الشرايين يؤدى لقصور فى الدورة الدموية وتدمير الأنسجة التى يتم تزويدها بالدم من خلال الشرايين المصابة حيث لا تتلقى أكسجين وغذاء كافيين بدون إمداد دموى مناسب"، مشيرا إلى أن الجلد والقلب والكلى والجهاز العصبى أكثر أعضاء الجسم تأثرا بهذا المرض.
ولفت أستاذ الأمراض المناعية إلى أن هذا المرض غير معروف السبب، ولكن له علاقة بوجود الفيروس الكبدى بى فى جسم المريض، حيث نحو 30% من مرضى التهاب الشرايين العقدى المتعدد مصابون بعدوى الالتهاب الكبدى الفيروسى بى النشط، موضحا أن احتمالية حدوث المرض تزداد فى الرجال عن النساء بنسبة 1:2 وتحدث معظم الحالات بين سن 30 و50 عاما.
الأعراض
وأشار الطبيب إلى أن أعراض الإصابة بمرض التهاب الشرايين العقدى المتعدد تشمل الحمى والإعياء والضعف وفقدان الشهية والوزن، وارتفاع ضغط الدم وآلام فى العضلات والمفاصل، وقد تظهر الأعراض فى شكل طفح أو تقرح على الجلد، وكثيرا ما يشكو المرضى الرجال من ألم مستمر فى الخصية، وإذا أصاب المرض الجهاز العصبى قد يسبب وهنًا بالعضلات وسكتات دماغية وتشنجات.
وقد تشمل الأعراض درجات مختلفة من القصور فى وظائف الكليتين ونوبة قلبية، وفشل فى وظائف القلب والتهاب الكيس المحيط بالقلب "الغشاء التامورى".
التشخيص
ويعتمد التشخيص – كما يؤكد أستاذ الأمراض المناعية - على الفحص الجيد للمريض وبعض الفحوصات المعملية والمناعية وعمل قسطرة شريانية، أو سحب عينة من النسيج المصاب وفحصها ميكروسكوبيا لتأكيد التشخيص.
العلاج
وكشف الدكتور عادل محمود عن أن علاج مرض التهاب الشرايين العقدى المتعدد يكون بتناول أدوية لتثبيط الجهاز المناعى، ويؤدى العلاج لانحسار المرض أو الشفاء منه فى 90% من الحالات، ولكن قد يرتد المرض فى حوالى 60% من المرضى خلال 5 سنوات، موضحا عدم وجود طرق للوقاية حاليا طرق من هذا المرض، إلا أن العلاج المبكر قد يقى المرضى من معظم الأعراض والمضاعفات.