أظهرت دراسة جديدة أجريت على عدد من الأشخاص الذين يقومون بالرسم باستخدام قدميهم على مدى قابلية الدماغ البشرى للتكيف مع الظروف المحيطة والدليل الأكبر على مرونة دماغ الإنسان المذهلة، وأظهرت الدراسة أن استخدام القدمين كأيدى قد دفع المخ إلى "رؤية" أصابع القدمين تقريبًا.
فالقشرة الحسية الجسدية هى منطقة الدماغ التى تتلقى وتعالج المنبهات الحسية من الجسم، بما فى ذلك تلك التى تعمل باللمس، في منطقة المخ هذه يتم تعيين كل إصبع بشكل منفصل ككيان مستقل في البشر، لا ينطبق الشيء نفسه عادة على أصابع القدم.
في دراسة جديدة، قادها باحثون من جامعة كوليدج لندن (UCL)، في المملكة المتحدة، كان الباحثون مهتمين بمعرفة ما إذا كانت أدمغة الإنسان قادرة على التكيف وتعلم "رؤية" كل إصبع قدم على حدة تمامًا مثل أصابع اليد، حسبما ذكر موقع"medicalnewstoday".
عمل الباحثون مع اثنين من الفنانين المشهورين كلاهما ذكور في الخمسينيات من العمر لأن الرسم يتطلب مهارة ودقة، وهذا يعني أن الأفراد الذين يستخدمون أقدامهم لمثل هذه الأنشطة العنيفة قد تعلموا استخدامها كثيرًا بالطريقة نفسها التي يستخدمون بها الأيدي. كما يستخدم الفنانان المحترفان أقدامهما لإنجاز المهام اليومية ، مثل ارتداء الملابس والكتابة.
يقول المؤلف الرئيسي دان ويسيلينك "بالنسبة لكل الناس تقريبًا، يتم تمثيل كل من أصابعنا من خلال قسم صغير من الدماغ، بينما لا يوجد تمييز بين مناطق المخ لكل من أصابع قدمنا"، مضيفًا: "لكن في الأنواع الرئيسية الأخرى غير البشرية التي تستخدم أصابع قدمها بانتظام للقيام بمهام شاذة مثل التسلق، يتم تمثيل أصابع القدم والأصابع على وجه التحديد في أدمغتها".
وأثبت الدراسة أن الأشخاص الذين يستخدمون أصابع قدميهم بشكل مشابه لكيفية استخدام الآخرين لأصابعهم، يتم تمثيل أصابع قدميهم في أدمغتهم بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل.
لاحظ الباحثون أن الرسامين، عادةً ما يستخدمون قدمًا واحدة للقيام بأنشطة صعبة مثل استخدام فرشاة الطلاء والآخر لتثبيت أنفسهم.
في المرحلة التالية من الدراسة استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي عالي الدقة لمسح جميع مناطق القشرة الحسية الجسدية للمشاركين أثناء استغلال أصابع المشاركين.
ووجد الباحثون أنه في القشرة الحسية الجسدية لكل رسام القدم أضاءت مناطق مميزة لكل إصبع من القدم كان هذا يشبه إلى حد كبير ما يحدث في المخ عندما تلمس الأصابع المختلفة شيئًا ما.
