أمل جديد لمرضى فقدان السمع، حيث وجد العلماء 44 جينًا مرتبطًا بالصمم المرتبط بالعمر في اكتشاف قد يؤدي إلى علاج للملايين الذين يعانون من هذه الحاله الصعبة، وفقا لتقرير لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وقام الباحثون البريطانيون بـ "King's College London" بتحليل البيانات الوراثية من أكثر من 250 ألف متطوع ممن تجاوزوا سن الأربعين، ووجد الباحثون أن 44 حلقة من الحمض النووي مرتبطة بفقدان السمع، وهي شكوى تحملها حوالي ثلث المشاركين، وقال الأكاديميون إن هذا التقدم قد يمهد الطريق للعلاج وفهمًا أوضح لكيفية تطور الصمم مع مرور الوقت.
وتشير الأرقام إلى أن حوالى 40 في المائة من البريطانيين يتأثرون بفقدان السمع بدرجات متفاوتة بحلول الوقت الذي يبلغون فيه 65 عامًا، ويمكن أن يؤدي فقدان السمع إلى العزلة الاجتماعية والإعاقة وقد تم تحديدها كعامل خطر للخرف.
وعلى الرغم من كونها شائعة جدًا لا يُعرف سوى القليل عن أسبابها إلا أن خيار العلاج الوحيد المتاح هو أجهزة السمع التي لا يتم ارتداؤها غالبًا بمجرد وصفها.
وطُلب من جميع المتطوعين فى الدراسة ملء استبيانات حول ما إذا كانوا يعانون من ضعف السمع أو إذا كانوا يرتدون سماعات، ثم حلل الباحثون البيانات الجينية للمشاركين، ووجدوا أن 44 جينًا مرتبطون بفقدان السمع.
تم ربط الجينات من خلال دراسة 9 ملايين من المتغيرات الوراثية ومعرفة ما إذا كانت تختلف في أولئك الذين يعانون من فقدان السمع مقارنة مع أولئك الذين ليس لديهم.
وغالبًا ما يعرف فقدان السمع الذي يتطور نتيجة التقدم في السن بفقدان السمع المرتبط بالعمر أو الشيخوخة، وسبب ذلك هو الشيخوخة الطبيعية للنظام السمعي لكن العلماء لا يعرفون بالضبط كيف يحدث أو لماذا.
ويبدأ معظم الأشخاص في فقد قدر ضئيل من السمع من حوالي 40 عامًا، ويزيد فقدان السمع هذا كلما تقدم في العمر، مع بدء تدهور السمع قد يصعب سماع الأصوات عالية التردد مثل أصوات النساء أو الأطفال، قد يكون أيضًا من الصعب سماع حروف العلة، هذا يمكن أن يجعل فهم الكلام في ضجيج الخلفية صعبا للغاية.
سبب شائع آخر لفقدان السمع هو تلف الأذن من التعرض المتكرر للضوضاء الصاخبة مع مرور الوقت، هذا هو المعروف باسم فقدان السمع الناجم عن الضوضاء، ويحدث عندما تتضرر خلايا الشعر الحساسة داخل القوقعة، عادة ما يحدث تدريجيا كلما تقدمنا في السن.
وقال فريق البحث إن هذا سيؤدى إلى مسارات بيولوجية جديدة لم يكن يعتقد من قبل أنها مهمة في السمع، فمجرد الحصول على الممرات يمكن أن تتبع العلاجات وفقًا للمؤلف الرئيسي البروفيسور فرانسيس ويليامز.
وقال البروفيسور ويليامز، من قسم الأبحاث المزدوجة وعلم الأوبئة الوراثية: "نحن نعرف الآن أن العديد من الجينات متورطة في فقدان السمع مع تقدمنا في العمر".
وأضاف: "لقد حددت هذه الدراسة بعض الجينات التي نعرف أنها تسبب الصمم لدى الأطفال لكنها كشفت أيضًا عن الكثير من الجينات الجديدة التي تشير إلى مسارات بيولوجية جديدة في السمع".
وأشادت الدكتورة سالي داوسون، مؤلف مشارك من معهد الأذن في جامعة كاليفورنيا، بالنتائج وقالت إنها قد تؤدي إلى علاجات جديدة للملايين فى جميع أنحاء العالم.