حذر الدكتور طارق عكاشة ، أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، من زيادة حالات الإنتحار، وخصوصا بين فئات الشباب، من سن 18 لـ 25 عاما مشيرا إلى أن الاكتئاب يعتبر السبب الرئيسى وراء هذه الظاهرة و 15 % من مرضى الإكتئاب ينتحرون.
وقال عكاشة ، فى تصريحات صحفية ، إن كليات الطب فى مصر فى الوقت الراهن تقوم بتدريس مادة الطب النفسى، من السنة الرابعة مهما كانت تخصصهم، حتى يتخرج جميع الأطباء على دراية أولية بالإضطرابات النفسية خاصة الإكتئاب.
وأضافأستاذ الطب النفسى بطب عين شمس ، إن منظومة التأمين الصحى الجديدة التى أطلقتها الدولة، أكدت على وجود أخصائى طب نفسى فى جميع مراكز التأمين الصحى، مضيفا نتمنى أن يشمل التامين الصحى جميع محافظات مصر، بعد أن بدأ فى بعض المحافظات مثل محافظة بورسعيد.
وأوضح الدكتور طارق عكاشة، أن معدلات الإنتحار ترتفع على مستوى العالم نتيجة الأمراض النفسية، وخاصة الإصابة بالاكتئاب، ولكن يجب أن نفرق بين الإنتحار الذى يحدث فى حالات الإكتئاب، والانتحار الذى يحدث فى حالات ليست لها علاقة بالمرض النفسى، مثل الظروف الإجتماعية، والأسرية، والعاطفية، ولذلك لابد على جميع الأطباء أن يقوموا بعلاج الإكتئاب فى بدايته.
وأكد عكاشة ، أن منظمة الصحة العالمية أصدرت تقريرها السنوى عن الإنتحار فى العالم، مشيرة إلى أن نسبة الإنتحار فى إزدياد خلال السنوات الأخيرة، حيث يوجد حوالى 800 ألف حالة انتحار سنويا فى العالم، ويوجد من 10 إلى 20 مليون محاولة انتحار على مستوى العالم سنويا، وتشير التقارير إلى أنه فى البلدان المتقدمة نسبة الإنتحار فى الرجال أكثر من السيدات، وفى البلدان النامية معدل الإنتحار بين الرجال والسيدات متساوى.
وتشير خطورة التقرير إلى أن نسبة الإنتحار زادت فى الفئة العمرية من 18 إلى 25 سنة، وهذا يعنى أن شباب العالم فى الوقت الحالى يعانون من ضغوط كثيرة سواء كانت ضغوط دراسية، أو أسرية أو تعليمية، أو اقتصادية، مما يعنى أنه يجب على حكومات العالم أن تبحث عن وسائل جديدة للنظر فى متطلبات هذه الفئة العمرية.
ونوه عكاشة ، الى أن التقرير يعتبر بمثابة دق لناقوس الخطر، حيث أن كل 40 ثانية تحدث حالة انتحار فى العالم، غالبية حالات الإنتحار نتيجة الاصابة بمرض الإكتئاب، الذى يجب أن يتم تشخيصه، وبدايه علاجه مبكرا، لتجنب الإكتئاب الجسيم الذى يؤدى إلى إنتحار 15 % ممن يصابون به، وعند حساب نسبة الانتحار يتم حسابها لكل 100 ألف شخص.
وقال الدكتور طارق عكاشة، أن من أكثر البلدان التى يوجد فيها انتحار هى الدول المنفصلة عن الاتحاد السوفيتى السابق، وتصل النسبة فيهم من 60 إلى 70 حالة لكل 100 ألف مواطن، مشيرا إلى أن هذه النسبة تقل فى البلاد الكاثولوكية لتصل إلى 12 إلى 15 لكل 100 ألف شخص، وفى الدول الإسلامية تقل نسبة الإنتحار أكثر حيث تصل من 3 إلى 6 حالات لكل 100 ألف شخص.