أظهرت دراسة كبيرة أن تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل يزيد من خطر إصابة الأمهات الحوامل بسكري الحمل بنسبة 19 % وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل البريطانية".
وأكدت دراسة لباحثون في مركز CHU Sainte-Justine الطبي في مونتريال إلى أن النساء اللائي يتناولن مضادات الاكتئاب يواجهن مخاطر أعلى بكثير للإصابة بسكري الحمل، لكن الباحثين يقولون إنه لا ينبغي إيقاف النساء المصابات بالاكتئاب الشديد عن أخذ هذه الأدوية.
وتوقع الباحثون أن مضادات الاكتئاب تؤثر بشكل مباشر على أيض الجلوكوز خاصة والسبب وراء ذلك هو هرمون السيروتونين ، ويوجد السيروتونين في البنكرياس وتحديدا في خلايا بيتا التي تطلق الأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم.
وأظهرت الدراسات الحديثة أن هذا الهرمون يلعب دورًا رئيسيًا في السيطرة على إفراز الأنسولين وأن غيابه يؤدي إلى مرض السكري.
وسكري الحمل هو نوع من مرض السكر الذي يصيب النساء الحوامل، عادة خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، والنساء المصابات بسكري الحمل لا يعانون من مرض السكري قبل الحمل وعادة ما يذهب بعد الولادة.
يحدث ذلك عندما تجعل الهرمونات المنتجة أثناء الحمل من الصعب على الجسم استخدام الأنسولين بشكل صحيح مما يعرض المرأة لخطر متزايد لمقاومة الأنسولين، ويركز العلاج على إدارة مستويات السكر في الدم من خلال النظام الغذائي والتمرينات الرياضية وأحيانًا الدواء.
يمكن للمرأة أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسكري الحمل عن طريق التحكم في وزنها والأكل الصحي والحفاظ على نشاطها، وتشير الأرقام إلى أن واحدة من كل خمس نساء ستصاب بسكري الحمل أثناء الحمل، يمكن أن يؤدي ارتفاع الوزن عند الولادة إلى مضاعفات تسمى عسر ولادة الكتف حيث تتعثر أكتاف الطفل في قناة الولادة أثناء عملية المخاض، كما لاحظ الباحثون أن أحد الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب هو زيادة الوزن وهو عامل خطر لمرض السكري من النوع 2.
وأضاف الباحثون في الدراسة أنه ارتبط الاستخدام الكلي المضاد للاكتئاب بزيادة خطر الإصابة بالجلوكوز، ووجد فريق البحث أيضًا أن فرصة الإصابة بسكري الحمل ارتفعت كلما طالت الأمهات تناول العقاقير، حيث تبين أن النساء اللائي يستخدمن مضادات الاكتئاب لمدة تقل عن 90 يومًا كن عرضة لخطر الإصابة بسكري الحمل بنسبة 15 %، وفي الوقت نفسه واجهت الأمهات الحوامل اللائي تناولن العقاقير لأكثر من ستة أشهر خطرًا أكبر بنسبة 29 في المائة.