أكد الدكتور حسين خالد - أستاذ طب الأورام، عميد المعهد القومى للأورام وزير التعليم العالى الأسبق - أن سرطان الكبد مشكلة عالمية وقومية، ويعتبر ثانى أسباب للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة لدى الرجال، حيث تبلغ نسبة حدوثه حوالى 39 حالة جديدة لكل 100 ألف شخص كل عام.
أسباب الإصابة بسرطان الكبد
وقال الدكتور حسين خالد: "تختلف مسببات سرطان الكبد بين دول العالم المختلفة، فبينما نجد أنه فى أغلب الدول النامية مسببات سرطان الكبد الأساسية تتلخص فى انتشار فيروسى سى وبى، وكذلك انتشار فطر الافلاتوكسين فى المواد البقولية مثل الفول والقمح والمكسرات، وذلك بسبب سوء تخزين المواد البقولية، نجد أهم مسببات تليف الكبد فى الدول المتقدمة، ومن ثم حدوث سرطان الكبد، هو إدمان المشروبات الكحولية".
وأشار الدكتور حسين إلى أنه من المؤسف أن اكتشاف سرطان الكبد يحدث غالبا فى مراحله المتأخرة، حيث يكون من الصعوبة الشفاء التام للمرضى المصابين به، موضحا أن طرق التشخيص والعلاج تختلف حسب مرحلة انتشار المرض وحسب وظائف الكبد.
الشفاء التام لسرطان الكبد عند اكتشافه مبكرا
وقال الدكتور حسين خالد إنه من الطرق الأساسية لتشخيص المرض عمل تحاليل دلالات الأورام من دم المريض، وإجراء مسح كامل للجسم باستخدام الأشعة الصوتية أو المقطعية أو الرنين المغناطيسى.
وأشار إلى أن أخذ عينة من البؤر الموجودة يكون ضروريا فى أغلب الأحوال، وتختلف طرق التشخيص حسب مرحلة المرض، مؤكدا أن طرق العلاج تختلف أيضا وأنه يمكن استئصال الورم جراحيا من الكبد إذا تم اكتشافه فى مرحلة مبكرة، وهذا يؤدى إلى نسب شفاء عالية، أو قد يتم الحقن الموضعى بالعقاقير الكيميائية أو الموجهة إذا كان المرض منتشرا بالكبد بصورة تمنع إجراء الاستئصال الجراحى.
وأكد الدكتور حسين خالد أنه من الضرورى استعمال هذا العلاج الموضعى بشرط أن يكون المرض داخل الكبد ولم ينتشر خارجه، أما فى المراحل المتأخرة وبالذات إذا انتشر المرض خارج الكبد، أو كانت حالة الكبد الإكلينيكية ووظائفه لا تسمح بهذا العلاج الموضعى، فإنه يمكن عند ذلك استخدام العقاقير الطبية التى تعطى عن طريق الفم أو الوريد، وللأسف فى هذه المرحلة تكون نسبة التحكم فى المرض قليلة.
فيروس سى السبب الرئيسى لسرطان الكبد
وأكد الدكتور حسين خالد أنه فى هذه الأحوال المتأخرة قد يتم أيضا إجراء عمليات زرع كبد لبعض هؤلاء المرضى، وبالذات إذا لم يكن المرض قد انتشر خارج الكبد، موضحا أن التقدم الحديث فى الأشعة التداخلية أدى إلى التحكم فى الكثير من حالات سرطان الكبد ولمدة زمنية طويلة، ولكن الوقاية خير من العلاج، مؤكدا أن أسهل الطرق وأكثر الوسائل لشفاء المرضى وتقليل نسب الإصابة هو العلاج الكامل للفيروسات الكبدية مثل فيروس سى، والذى يمثل العدو الأكبر لحدوث سرطان الكبد.
القضاء على سرطان الكبد بعد 10 سنوات من القضاء على فيروس سى
وأوضح الدكتور حسين أنه لحسن الحظ أن هناك برنامجا قوميا فى مصر للقضاء هذا الفيروس اللعين، ومتوقع أن تنخفض بشدة نسبة الإصابة بسرطان الكبد فى مصر بعد عشر سنوات من القضاء على فيروس س ، مضيفا أن هذا يذكرنا بقصة نجاح أخرى تمت فى مصر خلال الأعوام الماضية، حيث انخفضت بشدة نسبة حدوث سرطان المثانة البولية بعد سنوات من القضاء على مرض البلهارسيا، وبالذات فى الريف المصرى، ولكن هناك قصة فشل نتمنى أن تتحول إلى قصة نجاح وهى شيوع التدخين بجميع أنواعه، مما يؤدى إلى ازدياد حالات سرطان الرئة والبنكرياس، والثدى، والجزء العلوى من الجهازين الهضمى والتنفسى.