أدى الالتزام بنظامغذائي صحي لمدة ثلاثة أسابيع إلى تحسنأعراض الاكتئاب، لدى البالغين في سن الدراسة الجامعية.كما أن الأشخاص الذين استمروا في اتباع هذا النظام الغذائي لمدة ثلاثة أشهر أبقوا على تحسين نظرتهم للحياة، وفقاً لتجربة عشوائية صغيرة حول النظام الغذائي والاكتئاب جاء ذلك فى تقرير نشره موقعCNN بالعريية.
وقالت هيذر فرانسيس، عالمة نفسبجامعة "ماكواري" الأسترالية والمؤلفة الرئيسية للدراسة التي نشرت في مجلة "PLOS One": "التقليل من تناول الطعام المعالج وزيادة استهلاك الفاكهةوالخضاروالأسماك أدى إلىتحسن في أعراض الاكتئاب".
وأضافت فرانسيس أن "المراهقين في الدراسة الذين زادوا من استهلاك الفاكهة والخضارأظهروا تحسناً كبيراً، ولم يتغير الشعور بالإكتئاب لدى أولئك الذين لم يغيروا نظامهم الغذائي منذ بداية الدراسة"وبلغ عمر متوسط المشاركين في الدراسة 19 عاماً.
التركيز على الأطعمة الصحية
وطُلب من المشاركين في الدراسة تقليص الكربوهيدرات المكرّرة، والسكر، واللحوم الدهنية أو المصنعة، والمشروبات الغازية. وقالت فرانسيس إن الأغذية عالية التجهيز أظهرت زيادة في الالتهاب وهو عامل خطر للاكتئاب.
وخلال الأسابيع الثلاثة من الدراسة، طُلب من المراهقين تناول الأطعمة التالية يومياً: 5حصص من الخضار، بين 2 و3 حصص فاكهة، 3 حصص من الحبوب، 3 حصص من البروتين، مثل اللحوم الخالية من الدهن، أو الدواجن، أو البيض، أو السمك (حتى ثلاث مرات في الأسبوع)، 3 حصص من الألبان غير المحلاة، 3 ملاعق كبيرة من المكسرات والبذور، ملعقتان من زيت الزيتون، وملعقة صغيرة من الكركم والقرفة.
وقالت فرانسيس إن الكركم والقرفة يتمتعان بخصائص مضادة للالتهابات، وكذلك الأطعمة الغنية بالمغذيات مثل الفاكهة، والخضار،والحبوب الكاملة، والأسماك.
علاقة بين الأطعمة عالية المعالجة وزيادة خطر الاكتئاب
وأظهرت الأبحاث السابقة وجود ارتباط بين الأطعمة عالية المعالجة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، بينما تم ربط اتباع نظام غذائي صحي مثل حمية البحر المتوسط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب.
وفي دراسة أُجريت عام 2018 من قبل مركز الغذاء والمزاج بجامعة "ديكين"، فُحص 67 شخصاً للحصول على فكرة أفضل عن العلاقة بين ما نتناولهوصحتنا العقلية. وحافظ بعض المشاركين في الدراسة على نظامهم الغذائي غير الصحي النموذجي، ولكنهم تلقوا علاجاً إضافياً، بينما تناول آخرون نظاماً غذائياً غنياً بالمكسرات، والبذور، والبيض، والفاكهة، والخضار، وزيت الزيتون البكر الممتاز، ولحوم الأبقار. وكان جميع المشاركين يتناولون مضادات الاكتئاب، أو يخضعون للعلاج النفسي، أو مزيج من الأدوية والعلاج.
وبعد 3 أشهر، لم تعد نسبة 32٪ من الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياًصحياً تعاني من الاكتئاب. فقط 8٪ من الأشخاصالذين تلقوا الدعم الاجتماعي دون تدخل غذائي حققوا النتائج ذاتها.
وقالت فرانسيس إن التجربة التي أجريت بجامعة "ديكين" كانت تركزعلى البالغين الأكبر سناً، في حين أن نتائج دراستها قدمت "دليلا على أن الشباب البالغين يمكنهم أيضاً الاستفادة من هذا النوع من التدخل."
وقالت فرانسيس إن توصيات النظام الغذائي المقدمة في الدراسة "كانت متواضعة ولا تنطوي على تقييد استهلاك الطاقة أو كمية الطعام الذي يتم تناوله"، موضحة أن الأطعمة لا يجبأن تكون باهظة الثمن أو تتطلب وقتاً طويلاً لإعدادها.
وأضافت أنه "بدلاً من محاولة الالتزام بأنظمة غذائية بدائية مقيدة بشكل مفرط وغير مجدية على المدى الطويل، من المفيد معرفة أن إجراء هذه التغييرات المتواضعة على ما تتناولهقد يتمتع بتأثيرتأثير حقيقي وقابل للقياس على صحتك العقلية".