تحيي منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في 24 أكتوبر من كل عام اليوم العالمي لشلل الأطفال، ويأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار " يوم واحد – تركيز واحد : إنهاء شلل الأطفال "، ويهدف إلى إذكاء الوعي بالقضاء على شلل الأطفال، وكذلك الاحتفال بجهود الآلاف من موظفي منظمة الصحة العالمية وغيرهم من المتطوعين الملتزمين بالقضاء على شلل الأطفال.
ويعد مرض شلل الأطفال من أقدم الأمراض التي أصابت الإنسان منذ العصور القديمة؛ إذ كانت أول معرفة بهذا المرض في عام 1350 قبل الميلاد بواسطة قدماء المصريين، ومنذ ذلك التاريخ عانت البشرية من آثار هذا المرض على صحة الأطفال والمجتمع من خلال تسببه في الإعاقة والوفاة لآلاف من الأطفال.
وقد استمرت هذه المعاناة حتى منتصف القرن العشرين إلى أن استطاع العالم "جوناس سولك " تحضير اللقاح المعطى عن طريق الحقن (IPV) في الفترة ما بين عامي 1953 – 1955، وتبعه نجاح العالم "سابين" في عام 1960 في تحضير لقاح شلل الأطفال الفموي (OPV) ومنذ اكتشاف هذه اللقاحات بدأت الوقاية الفعلية من هذا المرض وحماية الملايين من الأطفال من آثاره. وفي عام 1988 أعلنت جمعية الصحة العالمية الحادية والأربعون التزام منظمة الصحة العالمية باستئصال شلل الأطفال بحلول عام 2000
.
وتم اختيار يوم 24 من أكتوبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمي لشلل الأطفال، لأنه يوم ميلاد العالم الأمريكي جوناس سالك (1914-1995 ) الذي تمكن من تطوير أول لقاح فعال ضد المرض وأعلن عن نجاحه عام 1955
.
وشلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن. وينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه الملوثة أو الطعام) ويتكاثر في الأمعاء.
وتتمثل أعراض المرض الأولية في الحمى والتعب والصداع والتقيؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة). ويلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.
وأكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض، الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى. ولا يوجد علاج لشلل الأطفال، ولكن يمكن الوقاية منه. ولقاح الشلل الذي يعطى على دفعات متعددة يمكن أن يقي الطفل من شر المرض مدى الحياة، وقد انخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ عام 1988، بنسبة تفوق 99%، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 350 ألف حالة سجلت في أكثر من 125 بلداً موطوناً بالمرض في حينها إلى 33 حالة أبلغ عنها في عام 2018
.
ومن بين سلالات فيروس شلل الأطفال البري الثلاثة (النمط 1 والنمط 2 والنمط 3) تم استئصال النمط 2 من فيروس شلل الأطفال البري في عام 1999، وانخفضت عدد حالات الإصابة بالنمط 3 من فيروس شلل الأطفال البري إلى أدنى مستوياته على مر التاريخ.
وكشفت أحدث بيانات المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال عن رصد 10 حالات إصابة بشلل الأطفال هذا العام 2019 ، منها 8 في نيجيريا ؛ وواحدة في الصومال ؛ وواحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.