واصلت الأبحاث الطبية التحذير من العواقب الصحية الخطيرة الناجمة عن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، والتى انتشرت بشكل ملحوظ مؤخرا بسبب استخدام هذه العقاقير بشكل خاطئ، ما تسبب فى مقاومة الميكروبات لها، لدرجة أن أبسط الأمراض قد تقاوم المضادات الحيوية ولا تستجيب لها، ما يهدد بفشل العلاج وموت المرضى.
وكشف تقرير نشرته مؤخراً صحيفة "ديلى ميل" البريطانية عن أن مقاومة المضادات الحيوية قد تتسبب فى وفاة أعداد هائلة من البشر أكبر بكثير من الوفيات الناجمة عن السرطان، لافتا إلى أن حوالى 10 ملايين شخص قد يموتون سنويا بسبب مقاومة المضادات الحيوية بحلول عام 2050، ما لم يتم تطوير أدوية جديدة تستهدف الأمراض البكتيرية المنتشرة حاليا.
وأوضح التقرير أن هذه المشكلة الخطيرة نجمت عن الإفراط فى وصف المضادات الحيوية لعلاج الاضطرابات المرضية التى لا تستدعى استخدامها، ويقوم الكثير من الأطباء بوصفها للأشخاص المصابين بالكحة ونزلات البرد وحمى القش، وهى فى الأغلب لا تحتاج إلى مضادات حيوية.
ومن جانبه أشار وزير المالية فى المملكة المتحدة جورج أوزبورن إلى أن ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية ستكون لها تكلفة اقتصادية هائلة، وستكلف الاقتصاد العالمى ما يقرب من 70 تريليون جنيه استرلينى، أى ما يعادل 3.5% من إجمالى حجمه، موصيا بضرورة تخصيص جوائز مالية ضخمة بمليارات الدولارات للشركات التى تنجح فى تطوير أدوية جديدة للحد من هذه الظاهرة.