العادات الغذائية اليومية، تشكل الفارق بين شخص سليم وآخر مريض، وهى المسئولة عن بناء أو هدم الجسم، فتخيرك لعادات غذائية صحية، يجنبك بناء جسمك بطريقة عشوائية وغير صحية.
يعتقد الكثير من الشباب والأطفال خطئا أنهم قادرون على تناول أى شىء، طالما لا يزالون شبابا، وبالتالى يمكنهم التعويض فيما بعد، معتقدين أن الأنظمة الصحية لا يجب اتباعها إلا عند سن كبير، للحفاظ على الصحة ولضعف مقاومة الجسم مع التقدم فى العمر، إلا أن الدكتور أبو طالب الرفاعى – استشارى أمراض الباطنة العامة بمستشفى كفر الشيخ – أوضح أن هذا الاعتقاد السائد شديد الخطأ، وأن العادات الغذائية الصحية يجب أن يتعلمها الفرد منذ نعومة أظافره كى يشب عليها، وبالتالى يقى نفسه من الأمراض المزمنة وأمراض العصر التى انتشرت بشكل كبير.
ومن أهم الأمراض العصرية التى زادت نسب إصابة الشباب والأطفال بها -وهى الفئات التى لم نكن نسمع إلا نادرا عن إصابتها بمثل هذه الأمراض فيما مضى- هو مرض السكر وخاصة سكر النوع الثانى الذى يرجع ظهوره وتدهور الحالة المصابة به إلى العادات الغذائية، ويعنى خللا فى البنكرياس وإفراز الأنسولين فى الجسم.
لذا فالكثير من المستجدات على حياة وغذاء الشباب والأطفال تجعلهم الفئات الأكثر عرضة لهذا المرض المزمن، وأكد الدكتور أبو طالب الرفاعى على أن أهم هذه المستجدات:
- دون شك الكسل الذى انتشر وتغيير عادات الحركة عن الماضى، فيعد سببا رئيسيا فى صعوبة الوقاية من السكر، ففى السابق كان الطفل يسير حتى مدرسته أو يسوق عجلته، أما الآن فأصبح الانتقال بالسيارات وصعوبة ممارسة رياضة منتظمة يؤدى إلى كسل وظائف أعضاء الجسم ومن أهمها البنكرياس
- الأكل الحريف، أصبح غاية لدى الأطفال الصغار وهو أمر على المدى البعيد خطير ويخل بالجسم ووظائفه
- أكياس المقرمشات المقلية، كالشيبسى والمقرمشات بأنواعها جميعا، والغنية بالنكهة الصناعية ومكسبات الطعم والرائحة والزيوت المهدرجة، كلها تحميل زائد على بنكرياس الأطفال والشباب وكثرة المعدلات تؤدى إلى الإصابة المبكرة بالسكر
- الفاست فوود أو الوجبات السريعة هى كلمة سر المرض فى هذا العصر لأنها أصبحت من العادات الغذائية العادية والشبه يومية، والسر فى دهونها المشبعة وزيوتها المهدرجة ومكوناتها الغنية بالسكريات، والتى تعمل على اضطراب عمل البنكرياس بشكل خاص لدى الأطفال
- زيادة الوزن عن الحد الطبيعى على نطاق واسع من الأطفال والشباب، وأصبح الأمر ملحوظا وفقا لما يتناولونه من أطعمة سابق الإشارة لها، والسمنة المفرطة تعجل بالسكر دون شك.
وأوضح استشارى الأمراض الباطنة أن الحل الجذرى لهذه المشكلة، ووقاية طفلك وأولادك من الإصابة بالسكر، يكون أولا بالتخلى عن كل النوعيات السابقة المذكورة من الطعام، ويصبح تناولها نادرا، والاعتياد على النظام الغذائى الصحى المتكامل والذى يعتمد على معادلة البروتين والسلطات والشوربة، والأهم هو تنظيم مواعيد تناول الطعام والالتزام بها، فتنظيمها كلمة سر الوقاية من خلل البنكرياس.