أصبحت الوحدة مصدر قلق للصحة العامة، خاصة بالنسبة لكبار السن، حيث يؤكد الباحثون أن الوحدة تنافس التدخين والسمنة في تأثيرها على تقصير العمر، فمع انتقال كبار السن بشكل متزايد إلى مجتمعات أخرى أو الوصول إلى سن التقاعد، قد يشعرون بالوحدة، لذا سعى الباحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا إلى تحديد الخصائص الشائعة للشعور بالوحدة.
وجدت الدراسة الجديدة ، التي نشرت في مجلة " Aging and Mental Health" ، أن تجربة الناس الشعور بالوحدة تتشكل من خلال عدد من العوامل الشخصية والبيئية، واعتبرت الخسائر المرتبطة بالعمر وعدم كفاية المهارات الاجتماعية عوامل الخطر الرئيسية للوحدة.
خلال الدراسة وللوصول إلى سبب الشعور بالوحدة ، أجرى الباحثون مقابلات فردية من 30 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 67 و 92 عامًا ، كجزء من دراسة شاملة لتقييم الوظائف الجسدية والعقلية والمعرفية لـ 100 من كبار السن، الذين يعيشون في قطاع المعيشة المستقل في مجتمع سكني كبير في سان دييجو بالولايات المتحدة.
و اقترح الكاتب البارز ديليب ف. أستاذ متميز في الطب النفسي وعلوم الأعصاب في كلية الطب بجامعة سان دييجو" أنه من المهم أن نحدد الأسباب الكامنة وراء الشعور بالوحدة من وجهة نظر كبار السن الخاصة، حتى نتمكن من المساعدة في حلها وتحسين الصحة العامة والرفاهية وطول العمر لسكاننا المسنين.
وهناك العديد من الأبحاث التي تكشف عن أن الوحدة يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتك ، بأكثر من طريقة ، بصرف النظر عن العمر والجنس والثقافة.
وفى دراستان حديثتان نُشرتا على الإنترنت في أرشيفات مجلة " Internal Medicine" ، أكدتا أن العيش وحيدا أو الشعور بالوحدة يجعلك أكثر عرضة للإعاقة وحتى الموت المبكر، كما تؤثر على صحة القلب وترتبط بالاكتئاب، بل وانخفاض كفاءة الجهاز المناعى ضد الهجمات الفيروسية.