كشفت دراسة طبية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة زيورخ السويسرية، أن لبن الأم لا مثيل له، حيث يحتوى على خليط بديع وفريد من نوعه من السكريات، يصل إلى 200 مركب سكرى مختلف، وهو عدد ضخم يزيد 7 أضعاف تقريبا عن أعداد السكريات فى اللبن البقرى، حيث تتراوح بين 30 و50 نوعا فقط.
والمثير أن أن تركيزات كل سكر فى قائمة الـ200 تتغير مع مرور الوقت أثناء فترة الرضاعة لحكمة لم يتم التوصل إليها حتى الآن، وما زال الأمر غامضا من الناحية العلمية.
ويعتقد الباحثون أن اختلاف تركيزات المواد السكرية قد يلعب دورا حيويا فى تكوين الجهاز المناعى للأطفال حديثى الولادة، ويساعدهم على تكوين بكتيريا صحية ومتوازنة داخل أمعائهم تستطيع هضم الطعام والقيام بالوظائف المختلفة، لافتين إلى أن أمعاء الطفل لا تستطيع هضم أغلب أنواع هذه السكريات، فيما يتم استخدامها بواسطة البكتيريا فتتغذى عليها.
وأضاف القائمون على الدراسة أن اللبن غنى أيضا بالأجسام المضادة، وهى تساهم فى تأخير نمو البكتيريا الضارة، وذلك بالتنسيق مع كريات الدم البيضاء، كما أنها تساهم فى تقوية الجهاز المناعى للطفل ومقاومة الأمراض وتعزيز نموه بشكل صحى، والحد من خطر إصابته بالعدوى الميكروبية فى الأمعاء والرئة.
ونشرت هذه النتائج بالمجلة الطبية " Trends in Biochemical Sciences"، كما نشرت مؤخرا على الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية.