أثارت دراسات حديثة عن علاقة الألبان ومنتجاتها (خاصة الأبقار) بهشاشة العظام جدلا بعد ما ذكرت أن الألبان قد يكون لها تأثير ضار على صحة العظام، وهو ما يدحض المفاهيم السائدة ، حسبما نشر موقع الحرة .
فمن المعروف أن منتجات الألبان هي أفضل مصادر الكالسيوم لدى البالغين والأطفال، والكالسيوم هو المعدن الرئيسي المكون للعظام.
ويحتفظ دم الانسان بنسب ضئيلة للكالسيوم كما أنه يفرزه باستمرار في البول، لذلك عدم الحصول على الكميات المطلوبة منه من مصدر خارجي، يدفع الجسم لتعويض النقص بسحب الكالسيوم من العظام، ما يؤدي إلى هشاشتها، لهذا السبب، توصي السلطات الصحية بتناول منتجات الألبان يوميا.
لكن كثيرين يتساءلون عما إذا كانوا فعلا بحاجة إلى منتجات الألبان في نظامهم الغذائي.
مقال منشور في موقع "هيلث أونلاين" بعنوان "استهلاك منتجات الألبان غير منطقي من منظور تطوري"، يحاول الإجابة، استنادا للدراسات المعنية.
فزيادة تناول الألبان (خصوصا حليب البقر)، ليس له أي تأثير على صحة العظام أو قد يكون ضارا.
فحليب البقر غني جدا بالكالسيوم لكن احتواءه أيضا على كميات كبيرة من البروتين قد تكون له نتائج عكسية وضارة ومن بينها التسبب في هشاشة العظام، حسب دراسة منشورة في دورية "PubMed".
لكن كيف يحدث ذلك؟
بعد هضم البروتينات الموجودة في حليب الأبقار تحديدا، ترتفع حموضة الدم، وهنا يقوم الجسم بسحب الكالسيوم من الدم، لاستعادة قلوية الدم.
لكن وفي محاولة لدعم ما ذهبت إليه هذه الدراسات، تمت الإشارة في التقرير إلى أن البشر هم الكائنات الوحيدة التي تستهلك الألبان بعد الفطام.
ويعتقد أن تناول البالغين للألبان قديما، قبيل ترويض الحيوانات وتدجينها، كان نادرا.
لذا يفترض أن البشر كانوا يحصلون على كل الكالسيوم الذي يحتاجونه من مصدر غذائي آخر، وليس بالضرورة من الألبان، حسب المقال.