أثارت واقعة مذبحة حدائق الأهرام اليوم -التي عثر فيها رجال الشرطة على 3 جثث لمحامٍ وزوجته وطفلتهما، بعد قيام الزوج بخنق زوجته وإلقاء ابنته من المنور بسبب الديون- الرعب والذعر، ولكن كيف يمكن أن نقتل شخصًا نحبه، وما الذى يدفع بعض الرجال لقتل زوجاتهم وأطفالهم، فهل يمكن للحب أن يكون سببًا لجريمة قتل.. هذا ما نتعرف عليه وفقًا لرأى الطب النفسي في السطور التالية:
أرقام حول قتل الرجال لزوجاتهم والأطفال
وفقًا لموقع psychologytoday، فعلى الصعيد العالمى، حوالى 40% من جميع ضحايا القتل من الإناث بينما 6% فقط من الذكور، وتكون جريمة القتل على يد زوج أو حبيب سابق أو حالى.
وعلى الرغم من أن جميع حالات القتل التي ارتكبها الذكور ضد شركائهن الإناث حدثت بعد أن أنهت الإناث العلاقة أو أعلنت عن نيتها القيام بذلك، فإن معظم جرائم القتل التي ارتكبتها الإناث ضد شركائهن الذكور كانت ردود فعل على عنف شديد من الذكور.
يدعي جميع القتلة الذكور تقريبًا الأسباب التالية وراء قتل أحبائهم:
-ارتكبوا جريمة القتل بدافع الحب.
-كانت نتيجة المحبة أكثر من اللازم.
أسباب قتل الأحباء
وفى كتاب "تحت اسم الحب: الأيديولوجية الرومانسية وضحاياها" للمؤلفين آرون بن زئيف وروهاما جوسينسكي بحث المؤلفان سبب ظاهرة قتل الأحباء، وتشترك التفسيرات المختلفة المقدّمة لقتل الزوجات في افتراضين شائعين، وهما أن القتل ينبع من التملك الذكوري، وهو تجسيد لشخصية القاتل والغيرة والغضب؛ والسبب الثانى أن القتل نتاج تاريخ من العنف الذي سبقه.
وأوضح الموقع أن قتل الزوجة هو بلا شك أقصى مظهر من مظاهر عنف الذكور، وهو لا يرجع إلى نوعية ذكر واحدة، مثل التملك الذكوري، وليس استمرار "طبيعي" أو "حتمي" للعنف المنزلي بل إنها ظاهرة منفصلة عن غيرها من أشكال عنف الذكور.
علاوة على ذلك، يتم ارتكاب جرائم القتل هذه بدافع الحب، بحيث يؤدي فهم مكونات الحب التي تلعب دورًا في هذه الجرائم إلى زيادة فهمنا لهذه الظاهرة.
في عام 2007 في الولايات المتحدة، كان معدل عنف الذكور تجاه شريكاتهم (18 سنة أو أكثر) 4.5 لكل 1000 رجل؛ وكان معدل قتل الإناث للذكور في ذلك العام 1.07 لكل 100،000 امرأة، أي أقل بنسبة 420 مرة.
وأشار الموقع أن معظم عمليات القتل هذه تم التخطيط لها بشكل جيد، علاوة على ذلك، لا يمكن فهم قتل الزوجة بأنه حالة فقدان السيطرة أو الجنون، بل إنه عمل متعمد ناتج عن نضج عاطفي أدى إلى خلق الاستعداد الذهني لارتكاب جريمة القتل وتدمير الآخر.
وأوضح: "يجب أن يُفهم القتل على أنه ظاهرة ترتكز على مجموعة معينة من العوامل التي تجمع وتهيئ "ظروف القتل".. على الرغم من أن الحيازة الذكورية، وكذلك الغيرة والغضب، تلعب دورًا في مجموعة كاملة من العوامل التي تنتج الاستعداد لقتل شريك حياتك لكن يظل الأمر نابعًا من عقل القاتل".