قالت منظمة الصحة العالمية، خلال انعقاد منتدى البحث والابتكار بشأن إيجاد علاج لفيروس كورونا المستجد بجنيف مساء الثلاثاء، والذى يستمر حتى اليوم الأربعاء: "إننا قبل شهرين فقط لم يكن لدينا أدنى علمٍ بوجود هذا الفيروس الذى أصبح اليوم محط اهتمام الإعلام والأسواق المالية والقادة السياسيين".
وأضاف الدكتور تيدروس أدحانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية: "حتى الساعة السادسة من صباح هذا اليوم فى جنيف بلغ عدد الحالات المؤكدة 708. 42 فى الصين، وتجاوز عدد الوفيات للأسف اليوم عتبة الآلاف، حيث خسر 1017 شخصاً فى الصين حياتهم بسبب هذه الفاشية، أما خارج الصين فقد سُجلت 393 حالة فى 24 بلداً، وحالة وفاة واحدة فى تايلاند، ونظراً لأن تركز 99% من الحالات فى الصين فإن هذه الطارئة تظل مرتبطة بالصين بشكل أساسى، ولكنها تحمل فى طياتها خطراً جسيماً يهدد بقية العالم، ما لم نستفد من هذه الفسحة المتاحة لنا اليوم، إن هذه الفاشية تشكّل امتحاناً لنا من عدة نواحى، فهى امتحان للتضامن السياسى، وما إذا كان بوسع العالم أن يتكاتف لمحاربة عدو مشترك لا يحترم الحدود ولا المذاهب، وهى امتحان للتضامن المالى، وما إذا كان العالم سيستثمر اليوم لمكافحة هذه الفاشية أو سيدفع المزيد غداً للتعامل مع عواقبها، وهى امتحان للتضامن العلمى، وما إذا كان العالم سيتعاضد اليوم للتوصل إلى حلول للمشاكل المشتركة، وهذا الاجتماع لا يتعلق بالسياسة أو بالمال، وإنما بالعلم".
وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية: "نحن بحاجة إلى معارفكم الجماعية وبصيرتكم وخبرتكم للإجابة عن الأسئلة التى لا نملك إجابة لها، ولتحديد الأسئلة التى قد لا ندرك حتى الآن أن علينا طرحها، مؤكدا أنه لكى نلحق الهزيمة بهذه الفاشية علينا أن نجيب على جميع هذه الأسئلة وأكثر، هناك أيضاً أدوات ما زلنا نفتقر إليها، ليس لدينا لقاح يمنع العدوى، ولا وسائل تشخيص مثبتة لعلاجها، وبعد اندلاع فاشية الإيبولا فى غرب أفريقيا تمكنّا من وضع مخطط أولى للبحث والتطوير، هو عبارة عن استراتيجية لتطوير الأدوية واللقاحات قبل حدوث الأوبئة، ولتسريع وتيرة أنشطة البحث والتطوير أثناء حدوثها".
وأوضح مدير عام منظمة الصحة العالمية: "نحن محظوظون جداً لوجود مارى بول كينى بيننا هنا بصفتها من مهندسى هذا المخطط الأولى للبحث والتطوير، وقد بادرنا إلى تفعيل فريق المخطط الأولى للبحث والتطوير فى مطلع يناير لتنسيق وتيسير تبادل المعلومات عن عناصر الاستجابة المتعلقة بالأبحاث".
واختتممدير عام منظمة الصحة العالمية: "نأمل أن تكون إحدى محصلات هذا الاجتماع خريطة طريق متفقاً عليها يتوافق بشأنها الباحثين والجهات المانحة، وتظل القاعدة الأساسية التى ننطلق منها هى التضامن فالتضامن ثم التضامن.. وينطبق ذلك بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بتقاسم العينات والسلالات الجينية، ولكى نهزم هذه الفاشية، يجب أن نتمسك بالتبادل المنفتح والمنصف، وفقاً لمبدأى الإنصاف والعدل، مشيرا إلى أن المنظمة تظل ملتزمة بمبدأ الإتاحة المنصفة للمنتجات الصحية لمن يحتاجها، وسنعمل على ضمان غرس هذا المبدأ فى جميع جهود البحث والتطوير، ليس ما يهم اليوم هو المنشورات وبراءات الاختراع والأرباح، ما يهم بشكل رئيسى هو وقف فاشيةكورونا، وإنقاذ الأرواح، وهو ما يمكننا تحقيقه معاً بفضل دعمكم".