كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن النساء اللاتي يعانين من عدم النوم، والأرق ليلا، غالبًا ما يقبلن على الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية لأن المخ لا يعرف متى يكون الجسم ممتلئًا، وتتبع الباحثون 500 امرأة، وعادات الأكل لديهم على مدار عام.
وقالت الصحيفة، إن السيدات اللاتى يكافحن من أجل النوم يأكلون أطعمة أعلى من السعرات الحرارية، أولئك الذين يستيقظون كثيرًا طوال الليل يميلون إلى تناول الأطعمة التى تسبب السمنة أكثر، توفر هذه النتائج نظرة ثاقبة جديدة حول سبب تعرض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم لخطر الإصابة بالأمراض، حيث أظهرت الدراسة أن النساء اللاتى ينمن بشكل سيئ يلجأن إلى تناول المزيد من الأطعمة وتناول وجبات منخفضة الجودة، ويعتقد الباحثين أن قلة النوم إما أن تؤدى إلى الجوع، أو تثبت الإشارات التى تخبر الدماغ بأن المعدة ممتلئة.
تقدم هذه النتائج نظرة ثاقبة لمعرفة السبب فى أن الأشخاص الذين ينامون بشكل سيئ قد أظهروا مرارًا أنهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب، إذا كانت المرأة تعانى من نوعية نوم سيئة وتتناول المزيد من الطعام نتيجة لذلك، فمن المرجح أن تكون بدينة، مؤكدة ان هذا يعتبر عامل خطر لعدد لا يحصى من مشاكل القلب وغيرها من الأمراض، وسعى الباحثين من جامعة كولومبيا فى نيويورك للحصول على صورة أكثر شمولية لدى النساء من خلال فحص العلاقة بين النظام الغذائي، ونوعية النوم.
وقالت الصحيفة: نظروا إلى النساء على وجه التحديد لأنهن يواجهن المزيد من صعوبات النوم، وفقًا لكاتب الدراسة البارز الدكتور بروك أجاروال، أستاذ مساعد للعلوم الطبية بجامعة كولومبيا.
وأضافت: "النساء معرضات بشكل خاص لاضطرابات النوم في جميع مراحل العمر، لأنهن يتحملن في الغالب مسؤليات رعاية الأطفال والأسرة، وبعد ذلك بسبب هرمونات انقطاع الطمث، تم جمع عادات النوم والأكل لمجموعة متنوعة عرقيا من 495 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و 76 عامًا، أبلغت النساء عن جودة نومهن، تم تسجيل نومهن باستخدام مؤشر جودة النوم فى بيتسبورج ومؤشر شدة الأرق.
واستخدم الباحثون قاعدة بيانات لحساب إجمالي السعرات الحرارية والألياف والأسماك ومنتجات الألبان والحبوب الكاملة واستهلاك السكر، وتناولت النساء اللاتي لديهن نوعية نوم سيئة بشكل عام 143 سعرة حرارية و 100جرام من الطعام الإضافي في اليوم الواحد مقارنة بالنساء اللاتى يتمتعن بالنوم الجيد.
على غرار الدراسات السابقة للنوم والنظام الغذائي، وجدت الدراسة أن أولئك الذين يعانون من سوء نوعية النوم بشكل عام يستهلكون المزيد من الأطعمة السكرية، وهذا قد يفسر العلاقة بين قلة النوم والسمنة ومرض السكري من النوع 2.
وقال الدكتور أجروال: "تفسيرنا هو أن النساء اللاتي يعانين من نوم رديء النوعية، يمكن أن يعانين من الإفراط فى تناول الطعام ويتخذن المزيد من خيارات الطعام غير الصحية.
وقال مؤلف الدراسة، الدكتور فارس زريقات، في كولومبيا: "قد تؤدي نوعية النوم الرديئة إلى إفراط في تناول الطعام والسعرات الحرارية عن طريق تحفيز إشارات الجوع أو قمع إشارات الامتلاء، وقد يكون تناول النساء المصابات بالأرق قدرا أكبر من الطعام في محاولة للشعور بالامتلاء، ومع ذلك، من المحتمل أيضًا أن يكون للوجبات الغذائية السيئة تأثير سلبي على جودة نوم المرأة، حيث أن تناول المزيد من الطعام قد يسبب أيضًا عدم الراحة في الجهاز الهضمي، على سبيل المثال، مما يجعل من الصعب النوم.
ولاحظ الباحثون أيضًا، أن الأرق يمكن أن يؤثر على النشاط في منطقة الحصين في الدماغ، والتي تشارك في تنظيم تناول الطعام.
وأضاف الدكتور أجروال: "بالنظر إلى أن سوء التغذية والإفراط في تناول الطعام قد يؤدي إلى السمنة، وهو عامل خطر راسخ لأمراض القلب، مؤكدا إنه يجب على الدراسات المستقبلية اختبار ما إذا كانت العلاجات التي تحسن جودة النوم يمكن أن تعزز صحة القلب والأوعية الدموية لدى النساء"، وتم نشر النتائج في مجلة جمعية القلب الأمريكية اليوم.
وأضافت الصحيفة، إنهم يدعمون الأبحاث السابقة التي تظهر أن الأشخاص الذين ينامون أقل هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، تم ربط مقدار الوقت الذي ينام فيه الشخص لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مرارًا وتكرارًا.
ووفقا لهيئة الصحة العامة البريطانية، فان قلة النوم تقلل من متوسط العمر المتوقع، وقد تم ربطها مسبقًا بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، حيث أن قلة النوم قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان عن طريق إتلاف قدرة الحمض النووي بشكل دائم على إصلاح نفسه، وتختلف ساعات النوم الموصى بها للأشخاص عبر الفئات العمرية، يجب على الشخص البالغ من العمر 18 إلى 60 سنة الحصول على 7 ساعات على الأقل من النوم في الليلة، وفقًا لموقع المركز السيطرة على الامراض والوقاية منها الأمريكي"CDC"، بينما توصى هيئة الصحة العامة البريطانية بالحصول على 8 ساعات، من النوم كل ليلة.
وأشارت الصحية إلى أن أكثر من 40 مليون شخص يعانون من اضطرابات النوم على المدى الطويل في الولايات المتحدة، وفقا لبيانات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بينما يقدر أن هناك 1.5 مليون مريض في بريطانيا.
