فى الآونة الأخيرة زادت معدلات الولادة القيصرية بشكل وقلت نسب الولادة الطبيعية بشكل ملحوظ، الأمر الذى يختلف عما كان سائدًا فى الماضى، حيث كانت الولادة القيصرية أمر نادر الحدوث تسمع عنه كل حين وآخر.
الولادة الطبيعية التى يولد فيها الطفل بشكل طبيعى، ودون فتح جراحى كالذى يحدث فى الولادة القيصرية، أصبحت خيار غير أولى لدى الكثير من الأطباء، لعدد من الأسباب، كما قد تفضل المرأة نفسها الولادة القيصرية.
وفى السطور التالية نلقى الضوء على كل الأسباب التى أدت إلى تزايد معدلات الولادة القيصرية عن الطبيعية.
الدكتور حسن جعفر أستاذ الولادة والنساء المساعد بالقصر العينى، واستشارى طب الجنين، يحدثنا بشكل مفصل عن هذه الظاهرة، موضحًا كل الأسباب والاحتمالات، التى قد تدفع طبيبًا لعرض خيار الولادة القيصرية على الحامل، أو تفضيل الولادة الطبيعية فى حالات أخرى.
وخلال حديثه، أوضح الدكتور حسن جعفر أن الولادة اختلفت عن طبيعتها فى الماضى، فحاليًا أصبحت الولادة طبية بشكل أكبر من السابق، لذا ما يجرى فيها أصبح إجراءً طبيًا بحتًا، يقوم به طبيب عكس الماضى، حيث كانت تتولى الممرضة أو الداية مهمة التوليد للسيدات.
وتابع أستاذ النساء والتوليد حديثه حاصرًا مجموعة من أهم تلك الأسباب والعوامل لزيادة معدلات الولادة القيصرية وأهمها:
1. زيادة نسب الحمل فى السن المتقدمة، لتأخر سن الزواج: هو من أهم الأسباب التى جعلت الطفل طفلا ثمينا يفضل ولادته قيصريا لتقليل نسب الخطورة عليه وعلى الأم وولادته بسلام.
2. زيادة نسب الحمل عن طريق الإخصاب الصناعى والحقن المجهرى وأطفال الأنابيب وكذلك المنشطات: وهى وسائل مكلفة جعلت القيصرية خيارا أفضل وأقرب للصواب فى تلك الحالات بالذات لقلة خطورتها ومضاعفاتها.
3. زيادة نسب الحمل بتوائم ثنائية أو متعددة: نتيجة التنشيط للمبايض ما جعل ولادتهم طبيعيًا أمرًا يحمل بعض المخاطرة، وولادتهم بفتح البطن أفضل كثيرًا حتى يخرج التوأم للحياة بسلام دون تأثر.
4. المشكلات التى تصيب بعض الأطفال، كنقص وزن الطفل الزائد يتطلب ولادته قيصريًا.
5. الإصابة بتسمم الحمل: والذى قد يتطلب ولادة السيدة مبكرًا لنجاتها ونجاة الطفل وبالطبع لا يمكن الانتظار للولادة الطبيعية.
6. الإصابة بسكر الحمل والذى يجعل القيصرى خيارًا أقرب وأهم وأكثر أمانًا، وذلك لنجاة الأم والطفل الزائد فى الوزن بشكل كبير.
7. زيادة حجم ووزن ورأس الطفل لأى سبب من الأسباب، يجعل ولادته طبيعيًا من عوامل الخطورة.
8. نقص المياه حول الجنين، أو حدوث مشكلات مبكرة فى كيس الجنين، يتطلب الولادة العاجلة القيصرية دون شك.
9. ملاحظة ضيق حوض السيدات جيلاً بعد جيل، والذى يصعب معه خروج الطفل من خلال الولادة الطبيعية.
10. زيادة الأعمال المكتبية وضعف معدلات الحركة عن السابق للسيدات، جعل حوضهن غير مرن وضيقا.
11. كثير من السيدات تطلبن الولادة القيصرية، وذلك لأسباب كثيرة تخصهن، إما الخوف من الطلق والمخاض، أو الخوف على حياة الجنين، أو الرغبة فى عدم الشعور بالألم المبرح، أو لتحديدهن مواعيد محددة للولادة لارتباطهن بالسفر أو الدراسة وغيرها.
12. يرى بعض الأطباء والحوامل أن طول مدة المخاض فى الولادة الطبيعية والتى تستمر لساعات طويلة، يجعل هناك ارتباكًا فى إمكانية توفر الطبيب فى أى وقت لكل الحوامل، لذا فتحديد موعد القيصرية يكون أكثر دقة.
13. قلة احتمال السيدات للألم دون شك عن السابق، فلم تكن الخيارات فى السابق كثيرة، أما الآن فهى متعددة.