كشف الدكتور أحمد على سعد الدين استشارى طب الأورام والمشرف الأكاديمى فى قسم الأورام بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطنى بالرياض خلال انعقاد مؤتمر الرابطة العربية للسرطان المنعقد حاليا بالقاهرة تحت عنوان "العالم العربى ضد السرطان"عن أحدث الطرق لعلاج أورام البروستاتا.
وقال الدكتور أحمد على خلال مؤتمر الرابطة العربية للسرطان الذى ستختتم أعماله يوم غد السبت إن أورام البروستاتا تعتبر من الأورام الشائعة لدى الرجال وخاصة الذين تخطو سن الــ 70 عاما ، وهى فى ازدياد ملحوظ نتيجة التطور الطبى فى علاج الأمراض المزمنة ، مما يجعل متوسط حياة الرجال أطول مما كانت عليه سابقا وبالتالى يكونوا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
وأشار إلى أن هناك تشابها كبيرا بين سرطان الثدى عند النساء وسرطان البروستاتا عن الرجال من حيث النشأة والمسببات وطريقة العلاج، موضحا أن كلا الورمين فى معظم الحالات تنشأ تحت تأثير هرمونى " الاستروجين عند النساء وهرمون الذكورة لدى الرجال "موضحا أنه يمكن استخدام العلاج الهرمونى فى علاج هذه الأورام ، ولكن للأسف هناك فارق واضح فى كمية الأبحاث الطبية المتخصصة بين الورمين، فبينما هناك أبحاث واسعة فى جميع أنحاء العالم ركزت على أسباب وطبيعة وعلاج أورام الثدى، انعكست بشكل واضح على فهم واسع لهذا المرض بأنواعه ووجود طرق عديدة لمعالجته سواء بالأدوية الهرمونية أو الكيميائية أو الحيوية.
وأوضح أنه فى المقابل لا توجد هذه الأبحاث المتعلقة بسرطان البروستاتا إلا فى السنوات الأخيرة الماضية ، ولهذا السبب فلا يزال هناك قصور فى فهم طبيعة هذا المرض وطريقة علاجه موضحا أنه فى السنوات الأخيرة ظهرت عدة أدوية هرمونية وكيميائية كان لها نتائج ايجابية فى زيادة الشفاء من هذا المرض والسيطرة علية فى حالات عديدة.
وأكد أن من أهم المستجدات فى هذا المجال هو الجمع بين العلاج الكيميائى والعلاج الهرمونى كخط أول فى علاج أورام البروستاتا المنتشرة خارج غدة البروستاتا ، مشيرا إلى أن الأبحاث العالمية أثبتت وجود تحسنا كبيرا فى فرص البقاء على قيد الحياة لهؤلاء المرضى ،مما يستوجب تغيير نمط العلاج فى هذه الحالات إلى الجمع بين العلاج الكيميائى والعلاج الهرمونى.
وقال إنه فى حال انتشار المرض وعدم استجابته للعلاج الهرمونى، فان الأدوية الحديثة أثبتت فعاليتها فى علاج مثل هذه الحالات مثل العلاجات الهرمونية مثل عقارى " ابريتيرون أو انزيلوتاميد " وأصبحت تستخدم بنتائج ملحوظة وبأعراض جانبية قليلة ومنها أيضا أدوية كيميائية مثل دواء "كباسيتاكسيل" وأدوية مشعة مل الراديوم المشع وعلاج مناعى اظهر أيضا فعالية واضحة فى مثل هذه الحالات.
وقال إن من أهم التحديات فى الوقت الحالى لعلاج أورام البروستاتا هو زيادة الفهم بطبيعة المرض من الناحية البيولوجية وخاصة مستقبلات الهرمونات وطبيعة عملها وأيضا محاولة معرفة استجابة المرضى لأدوية معينة وطريقة تتابع استخدام هذه الأدوية العديدة والمكلفة ماديا للخروج بأفضل النتائج وهناك أبحاث عالمية عديدة لمحاولة الإجابة عن هذه التحديات.
من جانبه قال الدكتور محسن مختار أستاذ علاج الاورام بطب قصر العينى سكرتير عام المؤتمر أن مؤتمر الرابطة العربية للسرطان يختتم أعمالة يوم غد السبت ، بعد أن شارك فى أعماله عدد كبير من أساتذة وأطباء السرطان فى العالم ،وبالتعاون مع الجمعية الأمريكية للأورام والجمعية الأوروبية للأورام والجمعية المصرية للسرطان.
يذكر أن الرابطة العربية للسرطان أنشأت عام 2001 كرابط من روابط اتحاد الأطباء العرب وتضم الرابطة 19 دولة عربية منها مصر، لبنان، الأردن، سوريا، العراق، الكويت، السعودية، الجزائر، تونس، المغرب، السودان وأن المؤتمر يعقد كل عام بالتبادل بين العواصم العربية الأعضاء فى الرابطة ويشارك فيه عدد كبير من الأطباء العاملين فى مجال مكافحة السرطان من الدول العربية والأوربية والولايات المتحدة الأمريكية ويعد هذا المؤتمر الأكبر والأهم فى مكافحة السرطان على مستوى الوطن العربى.