أكد الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة القلب والصدر بطب قصر العينى فى ختام مؤتمر أكاديمية جراحة القلب والصدر مساء أمس، أنه تم عرض خطة جديدة لعلاج القلب وحيد البطين وهو أحد العيوب الخلقية المعقدة التى يحتار علماء العالم فى علاجها.
وقال إن الشخص العادى له بطينان أحدهما مسئول عن ضخ الدم للرئة، والآخر مسئول عن ضخ الدم للجسم، موضحا أنه فى حالة وجود بطين واحد فإن الدم الوريدى يختلط بالدم الشريانى، ويحدث خلل بنسبة وصول الدم للرئة والجسم، وفى معظم الأحوال يكون هذا البطين الوحيد ضعيفا ويفشل بعد عدة سنوات من العمر ولا علاج لهذه الحالات إلا بزراعة قلب جديد.
وتابع: "نجتهد لمحاولة إيجاد طرق جراحية أخرى تساعد المريض على العيش فى حياة شبه طبيعية لأطول وقت ممكن، وقد كان العالم يتجه لعمل وصلات وريدية أبرزها توصيل الوريد الأجوف العلوى والسفلى إلى الشريان الرئوى مباشرة، إلا أن النتائج على المدى البعيد أثبتت وجود مشاكل كبيرة عند هؤلاء المرضى، وتم إجراء بحث على أكثر من 500 مريض بالولايات المتحدة بعد إجراء الوصلات الوريدية لهم، موضحا أنه وجد أن هناك نسبا كبيرة منهم تعانى من مشاكل فى الفهم والتعليم والإبصار حيث أثر على الذاكرة والبصر والقدرة على التعليم بالإضافة إلى المشاكل الطبية الكبيرة المعروفة المصاحبة لهذا النوع من العلاج.
وأشار إلى أن الفكرة بدأت بالعودة إلى الوصلات الشريانية لمساعدة هؤلاء المرضى تعود من جديد حيث يتم توصيل أحد فروع الشريان الأورطى إلى الشريان الرئوى، وهذه الفكرة كانت قد بدأت عام 1944 إلا أن العالم اتجه إلى الوصلات الوريدية ظنا منهم أنها أفضل، ولكن النتائج على المدى البعيد غير مرضية مؤكدا أن المريض يمكن أن يتوفى والأمل فى زراعة القلب من متوفى حديثا وخصوصا أن الدستور المصرى الجديد نص على أهمية التبرع بالأعضاء.
وقال الدكتور خالد سمير إنه حتى الآن برز تباين فى وجهات النظر بين مراكز العالم المختلفة فى استخدام الوصلات الوريدية أو الشريانية لتحسين وظائف القلب لهذا العيب الخلقى غير القابل للإصلاح والذى يستدعى عمل نقل كامل لقلب جديد للمريض، وكان العرض يتضمن الاعتماد على الوصلات الشريانية التقليدية غير المعدلة.
وأشار إلى أنه يتم الاستعانة بالشريان تحت الترقوة لتطعيم الشرايين الرئوية حتى يمكن له النمو مع جسم المريض بدلا من استعمال الوصلات الصناعية المستخدمة حاليا، والتى تحتاج للتغيير كل عدة سنوات، وخاصة مع نمو جسم الطفل، موضحا أن نتائج الوصلات الوريدية على المدى الطويل فى مصر اذا ما تم قياسها بحالة المريض فإن نتائجها ضعيفة.