تتبع كثير من الدول الآن وسط جائحة فيروس كورونا إجراءات العزل المنزلى للحالات البسيطة والمتوسطة، واقتصار الحجز بالمستشفى للحالات الخطيرة، والتى تحتاج إلى دعم تنفسى أو دخول العناية المركزة.
لذا وعند العزل المنزلى يجب الحرص على ارتداء الكمامة داخل المنزل لحماية باقى أفراد أسرتك، وذلك حسبما أوصت دراسة أمريكية نشرت فى مجلة BMJ Global Health .
وأظهرت الدراسة تتبعت تفشى المرض على "أسرة مغلقة" مكونة من 217 شخصًا على متن سفينة سياحية، حيث تم اختبار جميع الركاب، وأظهر 24 شخصًا فقط أعراضًا من أصل 128 شخصًا كانت نتائج اختبارهم إيجابية، وهذا يشير إلى أن ما يصل إلى 81% من الأشخاص في المجتمع المصابين بالعدوى بدون أعراض، وبالتالي قد يكونون معديين وهم غير مدركين.
ووجد الباحثون وفقا لتقرير الموقع الطبى "sciencemediacentre" أن ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعى حتى فى المنزل كان فعالا بنسبة 79% فى كبح انتقال العدوى قبل ظهور الأعراض عند أول شخص مصاب، لكنها لم تكن واقية بمجرد ظهور الأعراض.
وستكون الدراسة مفيدة جدًا لإقناع الأشخاص بأن التباعد الاجتماعى والنظافة الصارمة فى المنازل يمكن أن تعمل حقًا لتقليل خطر انتقال العدوى إلى أفراد الأسرة الآخرين، لكن قد يكون من الصعب جدًا إقناع العائلات بارتداء أقنعة فى منازلهم.
سيكون أصعب شىء هو حملهم على تبنى ارتداء القناع والتباعد الاجتماعى، حيث لا يوجد دليل على أن أيًا من أفراد الأسرة قد يكون معديًا.
من جانبه قال باباك جافيد، باحث رئيسي في كلية الطب بجامعة تسينجهوا في بكين، واستشاري الأمراض المعدية في مستشفيات جامعة كامبريدج "هذه دراسة مثيرة للاهتمام ومهمة، فما زلنا لا نعرف على وجه اليقين طرق انتقال Covid، وأفضل طريقة للتحقيق هى من خلال تتبع الاتصال الدقيق فى الظروف التى تكون فيها سلسلة النقل واضحة إلى حد ما.
فى هذه الدراسة أيضا، حقق المؤلفون في جميع حالات Covid-19 في بكين، وكان هناك مجموعة 399 حالة تشمل 181 عائلة، تمكنوا من النظر بالتفصيل فى انتقال العدوى داخل 124 من هذه العائلات التى كان فيها فرد واحد على الأقل "الحالة الأولية" لمريض كورونا.
وتم إدخال الحالة الأولية إلى المستشفى، بغض النظر عن شدة المرض، بعد إجراء التشخيص، وفى 124 الأسرة وجد أن 41 أسرة أسرة فقط تم تحديد حالات ثانوية، أى أن الحالة الأولية نقلت كورونا إلى أفراد الأسرة الآخرين، ما أدى إلى 77 حالة إضافية، وقد يكون هذا أقل من التقدير، حيث لم يتم اعتبار الانتقال بدون أعراض تمامًا فى ذلك الوقت فى الصين على أنه يفى بتعريف حالة Covid.
كانت الحالات الـ 77 من أفراد الأسرة، أى أن الحالة الأولية نقلت كورونا إلى ما يقرب من ربع أفراد الأسرة، وأكثر شيوعًا للبالغين من الأطفال، و90% من الحالات الثانوية كانت خفيفة.
وكشفت الدراسة أن أكبر عامل خطر وحيد هو الاتصال الوثيق المطول بين أفراد الأسرة، والذى ارتبط بزيادة خطر الانتقال بمقدار 18 مرة، حيث ارتبط استخدام القناع وتطهير المنزل بنسبة 80% من خطر انتقال العدوى، والأهم من ذلك أن معظم الأسر كانت تمارس نظافة جيدة لليدين، لكن هذا لم يكن مرتبطا بالحماية من انتقال العدوى.