الأوبئة الميكروبية التى يصاب بها الجميع فى كل الأوقات تهدد المرأة الحامل بصورة أكثر شراسة بل تكون أكثر عرضة للإصابة بها ومضاعفاتها، وهو ما يثير الذعر فى قلوب غالبية النساء الحوامل.
قال الدكتور "مجدى بدران" عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل الطفولة بجامعة عين شمس "يعتبر جهاز المناعة للأم الحامل هو وسيلة الرعاية والحماية للجنين من اللحظات الأولى لتكوينه، فلا يتم رفضه بينما يتم رفض أى جسم غريب حتى لو شوكة صغيرة فى الإصبع فيطلق جهاز المناعة جرس الإنذار بالتهاب شديد فى مكان الإصابة حتى تقوم الأم بعلاجه سريعا".
وأضاف "تبدأ المشيمة فى العمل على التشويش على مناعة الأم لمصلحة الجنين ويتم الترحيب بالجنين وتقديم كل سبل الإقامة والراحة له طوال فترة الحمل، وهناك بعض الحقائق التى تؤكد أن جهاز مناعة الأم هو الحامى الرئيسى للجنين، حيث إن 70% من خلايا المشيمة قاتلة للميكروبات تتعرف سريعا على الميكروبات فى غياب الأجسام المناعة المضادة و25% منها خلايا مناعية تلتهم الميكروبات، وهو ما يؤكد أن خلايا المشيمة تحمى الجنين وتستطيع التعرف على الميكروبات وإنتاج مضادات حيوية طبيعية ضد الميكروبات لتعمل على تدمير البكتيريا.
وأشار الدكتور "مجدى" إلى أن هرمون الحمل هو سر خفض مناعة الإناث، حيث إن هرمون "البروجيستيرون" يفرز كل شهر بواسطة المبيض بعد التبويض ويعمل على خفض مناعة الإناث كإجراء مسبق لاحتمال حدوث الحمل، تفرز المشيمة أيضًا هرمون "البروجيستيرون" ويزداد باستمرار الحمل ثم ينخفض قبل الولادة بأيام.
وعن وظائف هرمون "البروجيستيرون" قال الدكتور "مجدى": "يعمل هذا الهرمون بمهمة أساسية وهى إعداد الرحم مع كل دورة شهرية لاحتمالات الحمل فيزيد من سمك الرحم استعدادا لاستقبال البويضة المخصبة بحيوان منوى، ويقلل من انقباض العضلات الملساء فى الرحم أثناء الحمل، ويمنع إفراز لبن الرضاعة خلال الحمل، انخفاض نسبة "البروجيستيرون فى نهاية الحمل يحفز إفراز لبن الرضاعة.
وأضاف "هناك بعض العلامات الدالة على قلة مناعة المرأة الحامل وهى أنهم أكثر عرضة لفيروسات البرد والأنفلونزا، كما أنهن أكثر عرضة لمضاعفات الأنفلونزا حيث تتضاعف الحاجة إلى الاحتجاز فى المستشفيات خمس مرات خلال أوبئة الأنفلونزا مشيرا إلى أن المضاعفات تكثر فى حالة وجود مرض مزمن قبل الحمل كالربو الشعبى، مضيفا أنهن أكثر عرضة لالتهابات الرئة مقارنة بغيرهن من غير الحوامل".