"بشرى لمرضى فيروس بى، هناك علاجات جديدة ما زالت فى طور الأبحاث قادرة على القضاء نهائيا عليه".. هذا ما أكده الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، خلال انعقاد مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد والجهاز الهضمى والتغذية، موضحا أن الأمل فى الشفاء من فيروس بى أصبح قريبا خلال السنوات المقبلة.
وقال الدكتور هشام الخياط إن هناك العديد من الأدوية الجديدة التى تقترب من الـ20 دواء فى المراحل الإكلينيكية التجريبية الأولى والثانية، وهذه الأدوية تشفى تماما من فيروس بى، وليست مثل الأدوية الحالية التى تحبط تكاثر الفيروس فقط.
وأشار إلى أن هذه الأدوية ستكون فتحا وثورة تقود لعلاج فيروس بى، والذى ما زال علاجه لمدة طويلة عن طريق إحباط تكاثر الفيروس دون التطرق للقضاء على بروتين السطح والثلاثى سى، وهما السبب فى عدم الشفاء من الفيروس.
وأكد د. هشام أنه ثبت أن بروتين السطح يحبط الجهاز المناعى ويجعله مشلولا تماما فى مواجهة فيروس بى، لذا فإن الأدوية الجديدة تعمل على التخلص من بروتين السطح مثل دواء "REP9AC"، موضحا أن هذه الأدوية ما زالت تحمل أرقاما كودية، مؤكدا أن هذا الدواء يعمل على إحباط خروج بروتين السطح من الخلية، ويحبط تكوينه، ويمثل ثورة فى الشفاء من فيروس بى، وأيضا يعتبر أملا للمصريين الذين يذهبون للعمل فى دول الخليج ويحملون بروتين السطح فقط والذى يمنعهم من السفر للعمل.
وأوضح الدكتور الخياط أن هناك أدوية أخرى تحبط تكون الثلاثى سى أو شفرة فيروس بى والتى تستقر داخل نواة الكبد مثل دواء "BI205"، والذى يحبط تكوين الشفرة الجينية للفيروس ويمنع استقرارها داخل نواة الخلية الكبدية مما يؤدى إلى الشفاء.
وأكد أن هناك طرقا أخرى وأدوية أخرى للقضاء على فيروس بى تماما منها دواء "الميركال دكس"، والذى دخل فى المراحل الثانية من التجارب والذى يحبط دخول الفيروس داخل الخلية الكبدية، وهناك دوائين هماNVR1221 ,NVR3778"، وهما يمنعان تجميع أجزاء الفيروس ويسببان تشتيت فيروس بى، وعدم تجميع أجزاء الفيروس حتى يكتمل من شفرة ونواة وسطح، مما يؤدى إلى عدم تمكن الفيروس من الوصول إلى الصورة الكاملة له قبل الخروج من الخلية الكبدية وغزو خلية أخرى.
وقال الدكتور الخياط إن هناك وسيلة أخرى لزيادة مناعة الجسم عن طريق التطعيم وهو يختلف عن التطعيم الوقائى الذى يقى من الفيروسات والبكتيريا فهو تطعيم يعالج، ويشفى من فيروس بى عن طريق تحفيز المناعة الفطرية والمكتسبة للخلاص التام من الفيروس، وهو ما زال فى المراحل التجريبية الأولى وله اسم كودى وهو "GS4774"، مشيرا إلى أن هذا يعتبر أملا آخر من الآمال المعقودة من الشفاء من فيروس بى، كما أن هناك دواء آخر وهو "GS9620" يساعد على تحفيز مستقبلات الخلايا المناعية للقضاء على فيروس بى عن طريق الخلايا المناعية "CD8" والخلاص التام من الفيروس.
وأكد د. هشام أن العلاج فى المستقبل القريب سيكون عبارة عن كوكتيل من الأدوية السابقة قد يضاف إليها الأدوية الحالية ليس لإحباط التكاثر فقط، ولكن للقضاء على بروتين السطح والشفرة الجينية لفيروس بى داخل نواة الخلية الكبدية، ومنع دخول الفيروس داخل الخلية الكبدية، ومنع خروجه منها لغزو خلايا جديدة، بالإضافة للأدوية التى تمنع تجميع أجزاء فيروس بى سويا، مما يعد أملا وثورة قادمة قريبا من الشفاء التام من فيروس بى كما حدث فى فيروس سى.