بصورة مفاجئة نجد تغييرا فى سلوك الطفل، ويتساءل الأهل عن سبب هذا التغيير دون أن يشعروا أنهم طرفا وسببا أساسيا فيه، نتيجة بعض القرارات التى يتخذونها فى حياتهم وتؤثر على الطفل بسبب عنصر المفاجئة وتغيير طريقة المعاملة الناتجة عنها.
حول ذلك تقول الدكتورة نبيلة السعدى، أخصائية التواصل الاجتماعى والمتخصصة فى سلوكيات الأطفال: "يتخذ الأهل مجموعة من القرارات المصيرية فى حياتهم وهو ما يؤثر على الطفل، مثل إنجاب أخ له، تغيير المدرسة التى كوّن فيها الأصدقاء، انفصال الوالدين أو قرار سفر الأب المفاجئ للعمل بالخارج والبعد عنه عدة سنوات، وكلها قرارات يظن الجميع أنها خاصة بالأب والأم فقط دون التركيز على الآثار الناتجة عنها على الطفل، والتى تؤثر ثأثيرا كبيرا فى تغيير سلوكه.
وتضيف "من السلوكيات التى نشاهدها على الطفل الانطوائية، العدوانية، الانفعال السريع، التبول اللا إرادى، البكاء الشديد غير المبرر، وغيرها من التغييرات التى نلاحظها على الطفل ولا نعرف السبب.
والطفل يحتاج إلى حديث الأهل معه وتمهيد الأجواء الجديدة وفقا للمرحلة العمرية التى يمر بها، فالأطفال أقل من عمر 3 سنوات يمكن أن يستخدم الأهل معهم أسلوب الصور والألعاب فى تقديم الأسباب التى تقنعه بالتغيير الذى يحدث لهم جميعا فى المنزل، ففى حالة تغيير المدرسة عليهم إحضار صور مبهرة للطفل عن مدرسته الجديدة وتوفير الأنشطة الكثيرة التى يحبها حتى يقتنع بها، ولو كانت الأم حاملا وقبل تغيير شكلها على الأب والأم معا مشاهدة صور أطفال كثيرة والحديث معه عن وجود عضو جديد فى الأسرة سيلعب معه ويكون معه فى المدرسة ويشاركه جميع أوقاته، مع التأكيد أن وجود هذا الطفل معه لا يؤثر على مدى حبهم له واهتمامهم به.
أما للأطفال الأكبر من 3 سنوات فعليهم استخدام الحديث الشيق حتى ينجذبوا لك وتبسيط الأمر أمامهم، على سبيل المثال سفر الأب لفترة خارج البلاد، يكون الحديث معه حول اهتماماته التى ستتحقق نتيجة سفر الأب مثل إحضار ألعاب أكثر، الاشتراك فى النادى واللعب مع الأصدقاء السفر والتنزه فى أماكن كثيرة، وغيرها من الأشياء التى تعد مركز اهتمام الأطفال فى تلك المرحلة.
وتضيف "نبيلة": "محاولة الأهل تبسيط المشكلة هو السر وراء قدرتهم على إقناع الطفل بما يريدون، وبالنسبة لخبر الانفصال يخطئ البعض فى عرض المشاكل على الطفل ظنا منهم أنه سيفهمها أو يقدر قيمتها، ولكن يكون الحديث معه عن استقرار الحياة واستمراره فى رؤية أبيه دائما، وأن ظروف عمله السبب فى عيش كلا منهما بمفرده، وعلى الأهل فى هذه الحالة الالتزام بكل الكلمات التى اقنعوا بها الطفل والالتزام بالاحترام ورؤية الطفل للطرف الآخر بشكل مستمر، وأن تكون يومية بقدر المستطاع حتى لا يشعر باختلاف فى حياته.