لقد كان لشهور من العزلة الذاتية والابتعاد الاجتماعي أثرها النفسى بل والاجتماعى على الجميع.وسلط علماء النفس في جامعة كارنيجي ميلون الأمريكية ، الضوء على مجموعة من الأبحاث التي تشير إلى أن الضغوطات الشخصية التي يعاني منها الكثير أثناء الحجر الصحي، ترتبط بزيادة التعرض للفيروسات التنفسية العليا وربما فيروسات التاجية نفسها.
ووفقا للبحث المنشور فى مجلة "Perspectives on Psychological Science"، قال الباحثون : " نحن لا نعرف سوى القليل عن سبب احتمال إصابة بعض الأشخاص المعرضين للفيروس التاجي الذي يسبب COVID-19 بالمرض أكثر من غيرهم، ومع ذلك ، فإن بحثنا عن العوامل النفسية التي تتنبأ بحساسيتها لفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى قد يوفر أدلة للمساعدة .
وقضى عالم النفس المؤلف الرئيسى للدراسة، سلسلة من دراسات التحدي الفيروسي ، حيث درس كيف يمكن لهذه العوامل أن تؤثر على ما إذا كان البالغون الأصحاء المعرضون لفيروسات الجهاز التنفسي يمرضون أم لا، وركز عمله على 8 سلالات فيروسية تسبب نزلات البرد (أنواع فيروسات الأنف 2 ، 9 ، 14 ، 21 ، 39 وهانكس ، وكذلك الفيروس المخلوي التنفسي وفيروس كورونا 229 إي) واثنان يسببان الأنفلونزا (A / Kawasaki / 86 H1N1 و A / Texas / 36/91).
وأضاف : "التركيز على الوباء حتى الآن هو تغيير السلوك لتجنب التعرض للفيروس"، وفي عملنا ، عمدنا إلى تعريض الناس لفيروسات البرد والإنفلونزا ودرسنا ما إذا كانت العوامل النفسية والاجتماعية تتنبأ بمدى فعالية جهاز المناعة في قمع العدوى ، أو منع أو تخفيف حدة المرض".
وأشاروا إلى أهمية العوامل الاجتماعية والنفسية في تطور العدوى والمرض، وقد يحمل هذا العمل أدلة على الآثار الصحية للحجر الصحي الجاري.
لإبطاء انتشار الفيروس التاجي ، أصدرت العديد من المجتمعات تدابير البقاء في المنزل ، وزيادة الضغوطات الشخصية ، مثل الوحدة ، وفقدان العمل والصراع العائلي، ولكن قد تكون هذه الضغوطات تنبئًا قويًا بكيفية استجابة الشخص إذا تعرض للفيروس التاجي.
في سلسلة من الدراسات ، وجد أن المشاركين الذين يعانون من الإجهاد لديهم فرصة أكبر لتطوير أمراض الجهاز التنفسي العلوي عند تعرضهم لفيروسات البرد، ويعتقد الباحثين أن الضغوطات بين الأشخاص قد تلعب دورًا مماثلًا في الاستجابة لفيروس التاجي الذي يسبب COVID-19 ، مما يزيد من تعرض الشخص للعدوى والمرض.
بالإضافة إلى ذلك ، زاد كل من الضغوطات الاجتماعية والنفسية من إنتاج السيتوكينات ، وهي جزيئات تعزز الالتهاب استجابة للعدوى، فيما ارتبط هذا الالتهاب الزائد بزيادة خطر الإصابة بالمرض. وبالمثل ، أظهرت الأبحاث التي أجريت على COVID-19 أن إنتاج فائض من السيتوكينات المؤيدة للالتهابات مرتبط بعدوى COVID-19 الأكثر شدة مما يشير إلى الفرضية القائلة بأن استجابة السيتوكين المفرطة الناتجة عن الإجهاد قد تساهم بالمثل في الالتهابات والأعراض المفرطة في COVID-19 .
في حين أن الضغوطات الاجتماعية والنفسية تزيد من قابلية التأثر ، فإن البحث يشير أيضًا إلى أن التكامل الاجتماعي والدعم الاجتماعي يوفران درعًا وقائيًا ضد عدوى وأمراض الجهاز التنفسي.