كل الآباء والأمهات يحبون أن يكون أطفالهم اجتماعيين، رغبة فى صلة الأرحام وتعلم قيم مجتمعية جديدة تصقل خبراتهم خاصة التى توجد خلال التجمعات العائلية، وتجعلهم أكثر قدرة على التواصل المجتمعى مع الغير، إلا أن الطفل فى أغلب الحالات يكون غير محب لتلك التجمعات خاصة الكبيرة والمنتظمة منها، وليس عليك عزيزى الأب فى هذه الحالة أن تنظر لابنك على أنه مخطئ وغير محب للغير، بل عليك التوقف لبرهة أمام بعض العوامل والأفعال التى تصدر منك وقد تؤثر بشدة على رغبة الطفل فى التواجد فى مثل تلك اللقاءات.
الدكتورة مى إسماعيل – أخصائى أمراض النفسية بمستشفى العباسية للصحة النفسية – أوضحت خلال حديثها لـ"انفراد"، أن هناك عوامل كثيرة تجعل هذا الطفل هاربا من مثل هذه اللقاءات وهى غالبا ما تكون صادرة إما عن الأبوين أو الأقارب والمعارف ومنها:
- الانتقاد المستمر للطفل وأفعاله وأخطاؤه دون ملل
- التعليق على كل تصرف للطفل يقوم به بشكل سلبى أو بتعليق، فلا يمر موقف له دون أن تتم ملاحظته وتقييمه
- إحساس الطفل بأنه مراقب طوال الوقت وخاضع للتقيم فلا يتمتع بحريته كطفل
- المقارنة بيه وبين غيره من الأطفال فى العائلة وبشكل واضح، وإطلاق الأحكام السلبية عليه، على سبيل المثال "أنت شيطان وابن خالتك ملاك وبيسمع الكلام"
- شعور الطفل دائما خلال التجمعات بأنه مكان غير مريح، وغير واثق فى ذاته فيفضل الانطوائية
- التقييد المستمر للطفل فى الجلوس والحركة "اقعد، وطى صوتك، ماتقولش، متعملش" والأوامر التى لا تنتهى
- يشعر الطفل بأن التجمعات قيد وعقاب وليست نزهة ولا ترفيها