كشفت دراستان بالمركز القومى للبحوث عن الأداء الإدراكى والسلوك النفسى والاجتماعى لدى الأطفال المصابين بمرض السكر "النوع الأول"، وبمرض السرطان.
وأشارت الدكتورة دينا أبو زيد الباحثة بالمركز إلى أن الدراسة أثبتت أن مرض النوع الأول له تأثير سلبى على الأداء الإدراكى والسلوك النفسى والاجتماعى لدى الأطفال، حيث إن الأطفال المصابين به هم الأكثر تعرضًا لقصور فى الأداء الإدراكى وحدوث اكتئاب، وقلق، وتقليل من الذات.
وأوضحت "دينا" أن مرض السكر واحد من أكثر أمراض المناعة الذاتية المزمنة انتشارا، ويتعرض كل مريض بالسكر لعامل واحد أو أكثر أثناء المرض ولكن تأثيره على الأداء الإدراكى قد يختلف، لافتة إلى إجراء الدراسة على 40 طفلا يعانون من مرض السكر "النوع الأول" تتراوح أعمارهم مابين 6 إلى 10 سنوات، و40 طفلا من الأطفال الأصحاء.
وأضافت "دينا" أنه تم تقييم الأداء الإدراكى باستخدام النسخة العربية من مقياس الذكاء المعدل "ويكسلر" للأطفال، واختبار الانتباه السمعى، واختبار الذاكرة الشكلى، والتقييم النفسى والاجتماعى باستخدام قائمة فحص الأعراض لدى الأطفال.
ومن جانبها، قالت الدكتورة منال عبد القادر الباحثة بالمركز إن ارتفاع نسب البقاء على قيد الحياة فى الآونة الأخيرة للمرضى المصابين بسرطان الأطفال أدى إلى المزيد من الاهتمام بتحسين جودة الحياة لهم، وقد وجد أن مجموعة فرعية من الناجين من السرطان يعانون من بعض الخلل فى الوظيفة الإدراكية والتى قد تستمر لسنوات عديدة بعد الانتهاء من العلاج الكيميائى.
وأضافت منال أن مسببات هذه المشكلة غير معروفة بشكل كبير، لذلك كان الهدف من هذه الدراسة هو تقييم الوظيفة الإدراكية للأطفال المصابين بمرض السرطان، والبحث عن العوامل المسببة لهذا الخلل، خاصة العوامل المتعلقة بنوعية المرض والعلاج أو بعض الخصائص الاجتماعية والديمغرافية.
وأشارت منال إلى أن الدراسة تم إجراؤها على 67 من الأطفال المصابين بمرض السرطان تم تقسيمهم إلى مجموعتين حسب نوعية الورم، وهما مجموعة الأورام الدموية وعددهم 47، ومجموعة الأورام الصلبة وعددهم 20، كما اشتملت الدراسة على 37 من الأطفال الأصحاء وقد تراوحت أعمارهم ما بين 8 إلى 12 عامًا.
وأوضحت منال أن أولياء أمور الأطفال المشاركين فى الدراسة قد قاموا بملء استبيان مقياس الأداء المعرفى بالإضافة إلى استبيان عن البيانات الاجتماعية-الديمغرافية، مشيرة إلى أن النتائج أثبتت أن الأطفال المصابين بالأورام الصلبة أحرزوا نقاطا أقل بكثير فى المقياس المعرفى مقارنة بمجموعة الأورام الدموية، وكذلك مقارنة بمجموعة الأطفال الأصحاء فى حين لم يوجد اختلاف بين مجموعة الأورام الدموية والأصحاء.
ولفتت إلى أن بعض العوامل ارتبطت بضعف الوظيفة المعرفية ومنها أمية الأمهات، والإقامة فى الحضر، وارتفاع سن الطفل المصاب عند التشخيص، وطول فترة العلاج وطول فترة الإقامة فى المستشفى.