كشف الدكتور هشام صلاح الدين، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بطب قصر العينى، أن هناك جلطات قلبية تحدث ولكن بدون انسداد في الشرايين التاجية، حيث يدخل المريض إلى المستشفى وهو يعانى من أعراض جلطة، وإنزيمات مرتفعة بالقلب، فيتم عمل قسطرة قلبية تظهر الشرايين طبيعية رغم أنه مصاب فعلا بجلطة.
ويؤكد صلاح الدين، أن ذلك يكون بسبب حدوث جلطات داخل الشريان، ولكنها تم إذابتها من تلقاء نفسها أو يكون نتيجة انقباض في الشريان، ويعود إلى طبيعته بدون علاج أو قسطرة، موضحا أن هذه الظاهرة تسمى "مينوكا"، وهى تختلف عن ظاهرة متلازمة القلب المكسور، لأن هذه المتلازمة لا تصنف جلطة قلب، وإن كانت فيها أعراض شبيهة لجلطة القلب ولكنها لا تصنف كنوع من جلطات القلب.
وأوضح، أنه في هذه الحالة لابد من ذهاب المريض إلى المستشفى، ويتم عمل رسم وقياس انزيمات القلب، وفى معظم الأحيان يتم عمل قسطرة تشخيصية، وليست علاجية، حيث تظهر صورة الشريان بدون انسداد.
وتشير الاحصائيات، إلى أن هذه الحالة تحدث بنسبة من 5 إلى 15 %، وتصيب السيدات وصغار السن أكثر من الرجال، ورغم أن المريض يشعر بالفرح عند سماع خبر عدم اصابته بجلطة، ولكن الإحصائيات تؤكد أن هؤلاء المرضى يتعرضون للوفاة بنسبة 4.7% خلال عام، لعدم وجود ما يدل على انسداد أو ضيق بالشريان، وقد يخبرهم الطبيب المعالج بأنهم بغير حاجة لتركيب دعامات، والحقيقة أن وصف مثل هذه الحالات يعود لأكثر من80 سنة، وإن كان اعطاؤها مسمي منفصلًا مينوكا"MINOCA" كنوع لجلطات القلب يعود فقط لعدة سنوات.
وأضاف، أن تشخيص مثل هذه الحالات يتم بناءً علي وجود جلطة بالقلب و التي يصاحبها ارتفاع بانزيمات القلب، و ذلك في غياب انسداد بالشرايين التاجية، و لكن يجب أولًا استبعاد الحالات الأخرى التي قد تتسبب في ارتفاع انزيمات القلب، مثل التهاب عضلة القلب و جلطة الرئة، كما يجب التفريق بين مرض الشريان التاجي غير الانسدادي و متلازمة القلب المكسور " "Broken heart ، حيث أن الأخيرة لا تصنف علي أنها جلطة قلبية.
وأضاف، إن من أهم الوسائل التشخيصية في هذه الحالات بالإضافة لرسم القلب العادى وانزيمات القلب هو القسطرة القلبية، ويستخدم في علاج هذه الحالات نفس العلاج المستخدم في حالات جلطات القلب بصفة عامة مع التركيز على علاج الأسباب المحتملة في كل مريض على حده، كما يجب معالجة عوامل الخطورة المعروفة لحدوث مرض قصور الشرايين التاجية، مثل ارتفاع ضغط الدم و السكر والكولسترول.