حذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها باستمرار من أن الجسيمات الدقيقة المحمولة فى الهواء، وليس فقط قطرات الماء الأكبر من العطس أو السعال ، يمكن أن تصيب الآخرين. وقالت مركز السيطرة على الأمراض (CDC): "هناك أدلة متزايدة على أن القطرات والجزيئات المحمولة في الهواء يمكن أن تظل معلقة في الهواء ويستنشقها الآخرون، وأن تسافر لمسافات تتجاوز 6 أقدام (على سبيل المثال، أو في المطاعم، أو في فصول اللياقة البدنية)".
6 أقدام هو معيار السلامة الذي ساعد في تشكيل إعادة فتح المدارس والشركات على الصعيد الوطني، ويعتمد الرقم على الاكتشاف الذي تم التوصل إليه منذ فترة طويلة وهو أن قطرات الماء الأكبر من السعال ثقيلة جدًا لدرجة أن معظمها يسقط على الأرض قبل علامة 6 أقدام.
لكن القطرات الصغيرة يمكن أن تتدلى في الهواء لفترة أطول يدور الجدل حول ما إذا كانوا يحملون ما يكفي من الفيروس لإصابة شخص آخر، وإذا كان الجواب نعم ، فقد تكون الآثار المترتبة على الحياة اليومية كبيرة.
ويرى الأستاذ في كلية الطب بجامعة ميريلاند دونالد ميلتون الكثير من الأدلة على أن انتقال العدوى عن طريق الهواء عامل رئيسي، لكنه أكد أنه من الصعب الحصول على إجابة نهائية، وعلى الرغم أنه لا أحد يعارض أن التواجد بالقرب من شخص مصاب بالمرض هو التهديد الرئيسي، لكن ميلتون قال إن ما يحدث خلال تلك الفترة يصعب حله.
وقال ميلتون: "قد يكون السبب هو السعال وتصاب بضربة مباشرة في عينك أو فمك.. أو يمكن أن يكون ذلك من خلال جسيمات محمولة في الهواء تستنشقها، أو ربما لمست شيئًا ثم لمست أنفك أو فمك، ومن الصعب للغاية فرز ذلك".
ومع ذلك، تشير العديد من الحوادث والدراسات إلى فكرة أن الجسيمات المحمولة في الهواء تلعب دورًا أكبر مما كان يُعتقد.
وقامت مجموعة دولية من الباحثين من الصين وأستراليا والولايات المتحدة مؤخرًا بمراجعة الأدلة على الانتقال الجوي، وخلصوا إلى أنه كان معقولاً للغاية.
وذكرت دراسة نُشرت في Proceedings of the National Academy of Sciences أن دقيقة واحدة من الحديث الصاخب يمكن أن تنتج "1000 نواة قطيرة تحتوي على فيروسات يمكن أن تظل محمولة في الهواء لأكثر من ثماني دقائق".
وفى الصين نظر العلماء إلى 126 راكبًا على متن حافلتين في رحلة استغرقت حوالي ساعة ونصف، وكانت إحدى الحافلات خالية من الفيروسات، والأخرى بها راكب مصاب، وكان الأشخاص في الحافلة المصابة بالفيروس أكثر عرضة للإصابة 41.5 مرة.
وقامت دراسة أجرتها جامعة فلوريدا بأخذ عينات من الهواء في غرف المستشفى لاثنين من مرضى COVID، ووجدوا أن جزيئات الهباء الجوي تحمل حمولة فيروسية تكفي لإصابة شخص على بعد أكثر من 15 قدمًا من المرضى.
في يوليو، شارك 239 باحثًا في التوقيع على رسالة مفتوحة دعت الوكالات الصحية الوطنية والدولية إلى "التعرف على احتمالية انتشار COVID-19 عبر الهواء".
وكتبوا أن الدراسات الموثوقة "أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن الفيروسات يتم إطلاقها أثناء الزفير والكلام والسعال في قطرات صغيرة بما يكفي للبقاء عالياً في الهواء وتشكل خطر التعرض".
ومع ذلك، وجد تقرير لمنظمة الصحة العالمية في يوليو أنه بينما كان الانتقال الجوي ممكنًا ، كانت هناك حاجة إلى مزيد من البحث القوي لتأكيد أنه يمثل خطرًا ملموسًا.