فجأة وبدون مقدمات نسمع صراخا عاليا من الطفل مع شحوب فى وجهة، بالإضافة إلى أعراض مختلفة، وبالذهاب إلى المستشفى تكتشف الأم إصابة طفلها بالتسمم.
الدكتورة نهى الرافعى، مدرس مساعد طب شرعى وسموم كلية طب جامعة عين شمس، فتحت ملف تسمم الأطفال من خلال الحالات التى حضرت إلى مركز علاج التسمم فى مستشفى جامعة عين شمس عام 2012، للتعرف على أنماط التسمم الحديثة فى الأطفال فى مصر.
وتقول الدكتورة "نهى" عن دراستها عن أنماط التسمم فى الأطفال، لـ"انفراد": "بالبحث فى الأوراق المرضى ودراسة أسباب تسمم الأطفال، اكتشفنا أن المركز استقبل خلال هذا العام 16 ألف حالة كبار وصغار، سجل الأطفال أقل من 18 سنة نسبة 43% أى عدد 9900 حالة، وتم حجز 22% منهم أى 1521 حالة داخل المستشفى لخطورة حالتهم".
وتابعت د. نهى: "جاءت النتائج بحصول تسمم الأدوية على المرتبة الأولى من بين أسباب التسمم التى أصيب بها الأطفال، وفى المرتبة الثانية المبيدات الحشرية، وذلك بسبب انتشار أقرص الأدوية فى المنازل دون نظام آمان للأطفال، وعلى رأسها أدوية أمراض الصدر والقلب".
وقالت نهى: "يكتب على كل علب الأدوية يجب أن يكون بعيدا عن متناول الأطفال، ولكن هذا لا يحدث، ويمكن أن يحصل عليه الطفل سريعا، أو تقوم بعض الأمهات بتفريغ أقراص الدواء فى علب صغيرة فارغة من منتج سابق ككريم أو مربى وغيرها، ويترك فى مكان قريب من الطفل فيسهل التعرف على العلبة، ويبدأ فى البحث للحصول عليها وتناول ما بها على أنه المنتج الأصلى لها وليس دواء".
وأضافت الدكتورة نهى: "هناك أقراص أدوية غير سامة تحتاج إلى تناول كميات كبيرة، حتى يكون لها تأثير سام، نظرا لعدم وجود إنزيمات الهضم السريعة المتوفرة عن الكبار".
وعن أعراض التسمم التى تظهر على الطفل قالت: "إسهال مستمر وقىء وعرق شديد، وهنا لابد أن تتوجه الأم إلى مركز السموم لإنقاذ الطفل، حيث يمكننا السيطرة على وضع الطفل بدون مضاعفات خلال ساعة أو ساعتين من الحادثة".
وفى المرتبة الثانية جاء التسمم بمواد التنظيف كأحد أنماط التسمم فى مصر، وتقول عنه الدكتورة "نهى": "يحدث هذا التسمم نتيجة تفريغ الأم لمحتوى مواد التنظيف فى زجاجة أخرى غالبا ما تكون زجاجة مياه أو لبن، فيختلف الأمر على بعض الأطفال ويقومون بوضع هذه المواد على فمهم لتناولها على أنها المنتج الأصلى، ونظرا لاحتواء غالبية هذه المواد على كيماوى فيحدث التهابات شديدة لشفاه أو فم الطفل، وعند ابتلاعه لها يصل الالتهاب الشديد إلى المرىء، ويحتاج هنا الطفل إلى عمليات كثيرة لاستئصال الجزء شديد الالتهاب".
وتحذر الدكتورة "نهى" الأهل من التعامل مع حالة تسمم الطفل بالطرق التقليدية، كتناوله كمية كبيرة من الماء المختلط بالملح، أو البيض غير الناضج، على أمل أن تقوم هذه الطرق بإنقاذ الطفل، إذ قالت إنها تؤدى به للوفاة فى كثير من الأحيان لأنها تزيد من حالة الطفل المرضية سوءا.