انتشرت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة فقد حاستى الشم والتذوق، وكثرت التساؤلات عن سبب ذلك، وعلاقة هذا العرض بوباء الكورونا المنتشر حالياً، وقال الدكتور حاتم بدران، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب قصر العينى، إننا أصبحنا نرى كثيرا من المرضى يعانون من فقدان الشم والتذوق، مضيفا أن فقد حاسة الشم وحدها أو مع فقد حاسة التذوق عرض أساسى من أعراض الكورونا، وحالياً يعتبر ذلك وسيلة التشخيص الأدق للمرض فى العالم كله، موضحا أن الأمر لا يقتصر على فقد الحاسة فقط، لكن يمكن شم رائحة كريهة غير موجودة، أو تغير رائحة المواد المعروفة، أو تغير مذاق الطعام، فكلها من أعراض فيروس كورونا الأساسية، والذى يؤثر مباشرة على عصب الشم.
وواصل الدكتور حاتم بدران، فى فيديو خاص لـ" انفراد"، أنه من المعروف أن التهابات الجيوب الأنفية وحساسية الأنف، لا يسببان فقد الشم ولا التذوق، لكن توجد بعض الأمراض فى الأنف يمكن أن تتسبب فى فقد أو ضعف حاسة الشم وليس التذوق، مثل أورام المخ أو الأنف، أو وجود لحمية ضخمة تمنع تماماً وصول الهواء لعصب الشم، ويكون فقد الشم فى هذه الحالات تدريجياً "وليس مفاجئاً مثلما يحدث مع مصابى كورونا"، ويسبقه أعراض أخرى كثيرة، بحيث يكون فقد الشم وقتها آخر الأعراض ظهوراً.
وأوضح أنه يجب علاج أى عصب فى الجسم علاجاً فورياً وقويا من أول يوم، حيث يحدث تجديد فى أنسجة الجسم حال حدوث أى مشكلة، ولكن يصعب ذلك فى الخلايا العصبية، ولذلك فالوقت عامل حاسم في التعافي، واليوم الواحد يفرق مع المريض في سرعة عودة الحواس، وفي معدل شفاء العصب، وفي حالة فقد حاسة الشم والتذوق، يجب علاجهم بشكل قوي جداً وسريع، للحفاظ على عصب الشم من الفقد الدائم.
وحذر بدران من نصح أى مريض فقد الحواس بالانتظار، بهدف رجوع الحواس تلقائياً، لأن ذلك يحرم المريض من فرصة التعافى الكامل السريع، بل يؤدى لتطور درجة الإصابة لدرجة متوسطة أو شديدة، بحيث قد يحتاج الدخول للعناية المركزة، كما حذر من الانصياع للنصائح غير العلمية، من قبيل مضغ البصل، أو وضع زيت أو خل فى الأنف، فكلها خرافات ويمكن أن تدمر أنسجة الأنف للأبد.