كشفت دراسة حديثة صادرة عن كلية الطب فى جامعة مينيسوتا الأمريكية، أن فيروس كورونا يمكن أن يزيد من المشاكل الناجمة عن الإفراط بتناول المضادات الحيوية خاصة فى مستشفيات الأطفال، حيث تستخدم فى العلاج أيضًا من هذا الفيروس المتفشى، نظرًا للأضرار المعروفة للمضادات الحيوية التى تحول البكتيريا وتصبح مقاومة لها، وذلك وفقًا لما ذكره موقع "Insider".
وأشارت إحدى الدراسات فى شهر أكتوبر الماضى، إلى أن 26% بين الأطفال الذين يتلقون العلاج بإحدى المستشفيات الأمريكية، توصف لهم المضادات الحيوية بالرغم من أنها ليست العلاج الأمثل لحالاتهم، فإما لم تكن مناسبة للعدوى التى أصيبوا بها أو كانت غير ضرورية.
من جانبه، يقول مارك شليس، أستاذ طب الأطفال بكلية الطب فى جامعة مينيسوتا الأمريكية إن وباء كورونا "يسكب القليل من الغاز على النار"، لأن الإفراط فى وصف المضادات الحيوية لمرضى الفيروس يعد أمرًا خطيرًا قد يتسبب فى تحول البكتيريا وتصبح مقاومة للمضادات الحيوية وبالتالى يصعب علاجها، حيث تعمل المضادات الحيوية على نطاق واسع فهى تقضى على البكتيريا الخطرة والمفيدة أيضًا التى تعتبر ضرورية للحفاظ على صحتنا.
وقبل ظهور فيروس كورونا، كانت دراسات قد أجريت فى عامى 2016 و 2017 أشارت إلى أن بعض الأطباء يوصفون المضادات الحيوية للأطفال المصابين بالعدوى الفيروسية والتى لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، وهو الحال ذاته مع جائحة كورونا فهى عدوى فيروسية لذلك لا يصلح معاها المضادات الحيوية ولكن يصفها الأطباء على أمل أن تساعد فى الشفاء أو على الأقل تمنع العدوى البكتيرية اللاحقة.
وأكد خبراء أن انتشار فيروس كورونا حول العالم حاليًا يعرضنا بالتأكيد لخطر زيادة المقاومة للمضادات الحيوية التى تستخدم فى كورس العلاج من هذا الفيروس بشكل واسع، لذلك من المهم الآن أكثر من أى وقت مضى أن نبحث عن علاجات بديلة إما بالعثور على مضادات حيوية جديدة أو جعل المضادات الحيوية القديمة تعمل بطريقة أفضل وإلا سنشهد ارتفاعًا حادًا فى الوفيات.
ويشير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، إلى أن مقاومة المضادات الحيوية تعتبر واحدة من أكبر تحديات الصحة العامة، خاصة أنه فى أحيان كثيرة لا تحتاج أمراض الطفولة الشائعة مثل نزلات البرد والإنفلونزا أو عدوى الأذن إلى علاج بالمضادات الحيوية، حيث يوصى مركز السيطرة على الأمراض الآباء بضرورة استشارة الطبيب للانتظار لمدة يومين إلى ثلاثة لمعرفة ما إذا كان الطفل يتحسن بالأدوية العادية قبل اللجوء للمضادات الحيوية.