يحارب العالم جائحة فيروس كورونا منذ أكثر من عام، ولم يتم القضاء على الفيروس تمامًا ولا يزال يسبب العدوى بين الناس فى جميع أنحاء العالم، لكن يبدو أن الدفتيريا أحدث المشكلات الصحية الناشئة التى تطور مقاومة مضادات الميكروبات، وفقًا لآخر التقارير، وحذر العلماء من أن الدفتيريا تتطور لتصبح مقاومة المضادات الحيوية، وقد تؤدى إلى عدم فعالية اللقاحات الحالية، وفقا لتقرير لموقع time now news.
ما مرض الدفتيريا؟
الدفتيريا مرض شديد العدوى يصيب الأنف والحلق وأحيانًا الجلد، يمكن أن يؤدى إلى صعوبات فى التنفس وفشل القلب والشلل، وإذا ترك دون علاج يمكن أن يهدد الحياة فى بعض الأحيان، ينتج المرض فى المقام الأول عن بكتيريا الوتدية الخناقية وينتشر من خلال السعال والعطس والاتصال الوثيق بشخص مصاب.
فى أجزاء كثيرة من العالم، بما فى ذلك المملكة المتحدة البريطانية، يتم تطعيم الأطفال ضد العدوى، وفى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل هناك انتشارللعدوى بسبب المجتمعات غير المحصنة والمُلقحة جزئيًا.
واستخدمت الدراسة الأخيرة التى نشرها باحثون من المملكة المتحدة والهند علم الجينوم لرسم خريطة للعدوى، بما فى ذلك مجموعة فرعية من الهند ، حيث حدث أكثر من نصف الحالات المبلغ عنها عالميًا فى عام 2018، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن البكتيريا من قارات متعددة كانت بين البشر منذ قرن على الأقل.
ووجدت الدراسة أيضًا 18 نوعًا مختلفًا من سم الدفتيريا، المكون الرئيسى المسبب للمرض، والذى يستهدفه اللقاح، ما يعطيها القدرة على تغيير بنية الفيروس وتقليل فعالية اللقاحات.
وقال البروفيسور جوردون دوجان من معهد كامبريدج للمناعة العلاجية والأمراض المعدية (CITIID) "لقاح الدفتيريا مصمم لتحييد السم، لذا فإن أى متغيرات جينية تغير بنية السم يمكن أن يكون لها تأثير على مدى فاعلية اللقاح"، وفقا لما ذكرته صحيفة الإندبندنت.
وأضاف "على الرغم من أن بياناتنا لا تشير إلى أن اللقاح المستخدم حاليًا سيكون غير فعال، فإن حقيقة أننا نشهد تنوعًا متزايدًا فى متغيرات السموم تشير إلى أن اللقاح والعلاجات التى تستهدف السم يجب تقييمها على أساس منتظم".
وقال للدكتور بانكاج بهاتناجار، من مكتب منظمة الصحة العالمية فى الهند، "نادرًا ما يُنظر إلى مقاومة مضادات الميكروبات على أنها مشكلة رئيسية في علاج الدفتيريا، لكن فى بعض أجزاء من العالم، تكتسب الجينومات البكتيرية مقاومة لفئات عديدة من مضادات حيوية."
وأضاف: "من المحتمل أن يكون هناك عدد من الأسباب لذلك، بما فى ذلك تعرض البكتيريا للمضادات الحيوية فى بيئتها أو فى المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض والذين يعالجون ضد التهابات أخرى".
واستطرد الخبراء "يمنحنا تسلسل الجينوم أداة قوية لمراقبة ذلك فى الوقت الفعلى، ما يسمح لوكالات الصحة العامة باتخاذ الإجراءات قبل فوات الأوان."
وأشار "يجب ألا نرفع أعيننا عن الدفتيريا، وإلا فإننا نجازف بأن يصبح تهديدًا عالميًا كبيرًا مرة أخرى، ومن المحتمل أن يكون فى شكل معدل وأفضل تكيفًا".