يحتفل العالم يوم الثلاثاء المقبل الموافق 31 مايو الجارى باليوم العالمى لمكافحة التدخين وسط أدخنة السجائر التى أصبحت تصل إلى يد أطفالنا وشبابنا، رغم الحملات المكثفة التى تجرى للحد من انتشار أدخنة التبغ للأضرار الصحية التى تسببها.
أكد الدكتور مجدى بدران استشارى طب الأطفال عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة جامعة عين شمس، أن التدخين يعمل على تدمير أهداب الأنف والتى تقوم بمهام متعددة بكفاءة بالرغم من حجمها الصغير، موضحا أن هذه الأهداب تقوم بتنظيف ما تحتها من خلايا بصورة دائمة وتحرك المخاط أولا بأول خارج الرئة سريعا ولولاها لتجمع المخاط وسد الشعب الهوائية.
وقال الدكتور مجدى بدران إن هذه الأهداب الموجودة بالأنف تقوم بطرد ما يتجمع من مواد غريبة فى الجهاز التنفسى، كما أنها تحمل مستقبلات للكشف عن المواد الغريبة ليتم التعامل معها على الفور للتخلص منها وطردها على الفور.
وأضاف تتواجد هذه الأهداف فى الأنف، الجيوب الأنفية، قناة "أوستاكيوس" الواصلة بين الأذن الوسطى والحلق، قناة فالوب التى تصل بين المبيض والرحم وتنقل البويضة للرحم، والتدخين يشل حركة هذه الأهداب حيث يعمل على تقليل طول هذه الأهداب فتصبح كفاءتها أقل، يقلل من قوة ضرباتها فتصبح ضعيفة وعلى المدى الطويل للتدخين يحدث تدمير مباشر لهذه الأهداب.
وأشار الدكتور بدران إلى أن التبغ ينتج عنه مواد سامة مثل سيانيد الهيدروجين، الأكرولين، الأمونيا، الفورمالديهايد وثانى أكسيد النيتروجين، مؤكدا أن كل هذه المواد تعمل على تدمير الأهداب فتصبح الأنف بلا حراسة فتدخلها الميكروبات وتتكرر الالتهابات وتصبح مزمنة، خاصة فى الجيوب الأنفية والشعب الهوائية، وخلال مرحلة تكوين الأجنة داخل رحم الأمهات تساهم الاهداب العقدية فى التحديد الصحيح لأجهزة جسم هذا الطفل، وغياب هذا النوع من الأهداب يتسبب فى ولادة طفل بقلب جهة اليمين بدلا من اليسار مؤكدا أن هذا العيب يصيب 50% من مرضى خلل الأهداب الوراثية.
وأكد الدكتور مجدى بدران أن نقص الأهداب قد يؤدى لعقم الرجال نتيجة لنقص حركة الحيوانات المنوية، كما يؤثر التدخين على الزوجة سواء أكان التدخين سلبى بسبب الزوج، أو أنها تدخن أيضا حيث يزيد من نقص كفاءة قنوات فالوب والحمل خارج الرحم، بل والأكثر من ذلك فالتدخين خلال فترة الحمل يؤثر على نمو وتطور وكفاءة قناة فالوب فى الجنين الأنثى حيث أنه يهددها وقد يحولها لأنثى عقيمة عندما تكبر.