يحتفل العالم اليوم بيوم الصحة العالمى تحت شعار "بناء عالَمٍ أكثر عدلاً وأوفر صحة"، وفى هذه المناسبة تدعو منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للقضاء على عدم الإنصاف الصحى، وحشْد الجهود من أجل تحقيق صحة أفضل للجميع وعدم إغفال أحد.
وقالت المنظمة، لقد كانت أوجه عدم الإنصاف موجودة على الدوام، وبرغم تحسُّن الحصائل الصحية على الصعيد العالمى، وفي إقليم شرق المتوسط، فإن هذه المكاسب لم يتمتع بها مختلف البلدان أو المجتمعات على قدم المساواة، وكانت لجائحة كورونا عواقب وخيمة على الذين يعانون بالفعل من أوجه عدم الإنصاف.
وأضافت، قد أثَّرت هذه الجائحة تأثيرًا غير متكافئ على المتضررين فعليًّا، سواء اجتماعيًّا أو اقتصاديًّا أو جغرافيًّا، وتُظهِر الأدلة وجود اتجاه متفاقم من التفاوت وعدم الإنصاف في شتى أنحاء الإقليم.
وأضاف الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسطفى فى بيان له: "إن الصحة حق أساسى من حقوق الإنسان، ويستحق كل إنسان التمتع بحياة صحية، بغضِّ النظر عن سِنّه أو جنسه أو انتمائه العِرقى أو إعاقته أو حالته المالية أو وظيفته، ويتسم التقدم في معالجة التفاوتات الصحية بالبطء في العالم أجمع، وهذا يشمل إقليم شرق المتوسط، الذي يواجه كثيرٌ من بلدانه حالات طوارئ ونزاعات، ويعيش فيه أكبر عدد من النازحين قسراً في العالم."
وبالإضافة إلى النزاعات، هناك عدة عوامل تسهم في أوجه عدم الإنصاف مثل الفقر، والبطالة، والتحديات البيئية، والتفاوتات بين الجنسين، ومؤخرًا جائحة كورونا، وتؤثر جميع هذه العوامل وغيرها تأثيرًا سلبيًّا على توفير الخدمات للمجتمعات، وفي نهاية المطاف، يضر ذلك بصحتهم وعافيتهم.
وقالت إنه في إطار العمل على معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الإنصاف، أصدر المكتب الإقليمي الأسبوع الماضي تقريرًا للجنة المعنيَّة بالمحددات الاجتماعية للصحة في إقليم شرق المتوسط.
وأكد الدكتور أحمد المنظرى "يقدم هذا التقرير تحليلًا مفصلًا لأوجه التفاوت بين بلدان الإقليم وداخلها، ويُوصي بسياسات وإجراءات أكثر عدالة لتحقيق الإنصاف الصحي، وأدعو جميع شركائنا وجميع المعنيين إلى المضي قُدمًا في تنفيذ هذه التوصيات، وضمان عدم تخلُّف أحد عن الركب".
وفي يوم الصحة العالمي لعام 2021، تدعو منظمة الصحة العالمية القادة إلى رصد أوجه التفاوت الصحي والتصدي لأسبابها الجذرية، لضمان حصول الجميع على ظروف للعيش والعمل تُفضي إلى صحة جيدة، ولتوفير خدمات صحية جيدة في أي مكان وأي زمان تمس فيهما الحاجة إليها، وللاستثمار في الرعاية الصحية الأولية لتحقيق الصحة للجميع وبالجميع.
وأشار المدير الإقليمي إلى أن "الرؤية الإقليمية 2023: الصحة للجميع وبالجميع: دعوة إلى التضامن والعمل" قد جاءت متسقة مع موضوع هذا العام، وأن تحقيق الصحة للجميع وبالجميع أمر حتمي لمواجهة تحديات اليوم، وبناء القدرة على الصمود غداً.