كشفت دراسة صادرة عن كينجز كوليدج لندن، أن الذهان من أكثر المشكلات الصحية العقلية التي تصيب النساء في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، حيث تختلف الأعراض والتى يمكن أن تشمل الحالة المزاجية المتقلبة مثل الإصابة بالاكتئاب والارتباك والهلوسة والأوهام، طبقا لما نشر في موقع ميديكال إكسبريس.
وأوضحت الدراسة أن الاضطراب يؤثر على واحدة فقط من كل 1000 امرأة لديها طفل حديثى الولادة، إلا أنه أكثر شيوعًا عند الأمهات اللواتي لديهن تاريخ من الاضطراب الثنائي القطب أو الاضطراب الفصامي العاطفي (حالة لها أعراض الفصام والاضطراب ثنائي القطب) ، أوالنساء اللواتي عانين من اضطراب ثنائي القطب.
وأكد الباحثون أنه لايوجد علامات بيولوجية تساعد على تحديد النساء اللواتي يمكن أن يصبن بذهان ما بعد الولادة، ولا يزال دور اتصال الدماغ الذى يتم فحصه من خلال استخدام فحوصات الدماغ مجهولا للباحثين.
وتوصل الباحثون إلى أن النساء المعرضات لخطر الذهان بعد الولادة يظهرن تغيرًا في الاتصال في شبكات الدماغ المرتبطة بمهام التخطيط والتنظيم وإنجاز المهام قصيرة وطويلة المدى، حيث تتعرض النساء بعد مرور 8 أسابيع من الولادة إلى خطر الذهان، ويتم تشخيصهم باضطراب ثنائي القطب أو اضطراب فصامي عاطفي .
وأكدت الدراسة أنه بعد ثمانية أسابيع من الولادة، خضعت النساء لفحوصات الدماغ، تلاه المزيد من عمليات المسح لدراسة كيفية تنشيط مناطق الدماغ المختلفة، والتفاعل بينهما، حيث قام الباحثون بقياس المدة التي يستغرقونها لتحديد هذه المشاعربنجاح وتحليل كيفية تنشيط شبكات الدماغ المختلفة.
وتوصلت الدراسة أن النساء اللواتى أصيبن بذهان ما بعد الولادة، كن يعانين من انخفاض الاتصال بين شبكات دماغية معينة أثناء المهمة، وعدم الاستقرار العاطفي، حيث أكد الباحثون أن ذهان ما بعد الولادة هو مشكلة صحية عقلية خطيرة للغاية تشكل خطرا على الأمهات الجدد
وتكمن الأزمة في تحديد النساء المعرضات لخطر الإصابة بذهان ما بعد الولادة أو شرح سبب كون بعضهن أكثر عرضة من غيرهن، في حين يظل المؤشر للإصابة بذهان مابعد الولادة هو ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر الرئيسي) في الثلث الثالث من الحمل، حيث يعد علامة للتنبؤ بانتكاسة الذهان اللاحقة للولادة.