نظمت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، مؤتمرا لإعلان نتائج رصد مشاهد التدخين فى الدراما التليفزيونية برمضان 2021، وذلك بالمعهد القومى للتدريب بالعباسية التابع لوزارة الصحة، بحضور كل من الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، والدكتورة فاطمة العوا المستشار الإقليمى لمبادرة التحرر من التبغ، والدكتور عصام المغازى رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وامراض الصدر.
من جانبه كشف الدكتور عصام المغازى أن عبء معدلات استهلاك التبغ فى مصر من بين أعلى المعدلات فى إقليم شرق المتوسط وفى جميع أنحاء العالم، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن ما يقرب من ربع المصريين 22.8% من مستخدمى التبغ الحاليين، وأن ما يقرب من نصف السكان المصريين البالغين يتعرضون لدخان التبغ غير المباشر فى المنازل 48.9%.
ويستهلك المصريون نحو 83 مليار سيجارة سنوياً بتكلفة 73 مليار جنيه، فيما يصل استهلاك المعسل إلى 50 ألف طن سنوياً بقيمة 3 مليارات جنيه.
وقال يعد التدخين غير المبرر فى الأعمال الدرامية ترويجا صريحا ومباشرا لمنتجات التبغ مما يعتبر مخالفا للقانون المصرى وأيضا الاتفاقات الدولية التى تعهدت بها مصر.
أولا: مخالفة القانون المصري:
قانون رقم 52 لسنة 1981 فى شأن الوقاية من أضرار التدخين والمعدل بقانون رقم 85 لسنة 2002 وقانون رقم 154 لسنة 2007 والذى ينص على:
ماده 6 مكرر:
يحظر الإعلان أو الترويج لشراء أو استعمال السجائر ومختلف منتجات التبغ كليه سواء كان ذلك في الصحف أو المجلات أو ما يصدر عنها أو تقوم بتوزيعه أو بالصور الثابته أو المتحركة أو بالرمز أو بالصور المرئيه أو بالوسائل المسموعه أو بأى وسيلة أخرى ولهذا يعد التدخين في المسلسلات ترويجا للسجائر بوسائل مسموعه ومرئية محظور وفق القانون المصري بغض النظر من ملكية قناه العرض أو جهة الإنتاج.
ثانيا : مخالفة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ التى وقعت عليها مصر عام 2005 المادة 13: الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته:
حظر جميع أشكال الاعلان عن التبغ والترويج له ورعايته التي تروج لمنتج من منتجات التبغ بأى وسيلة تعطى انطباعا خاطئا عن خصائصه أو آثاره الصحية.
فرض حظر شامل أو فى حالة عدم تمكن طرف ما من فرض حظر شامل بسبب دستوره، فرض قيود على الإعلان عن التبغ والترويج له، ورعايته فى الإذاعة والتليفزيون ووسائل الإعلام المطبوعة، وحسب الاقتضاء في وسائل إعلام أخرى، مثل الإنترنت.
وفقا لهذه المادة فإن التدخين في المسلسلات يعد محظورا بشكل كامل وغير مسموح وغير مبرر.
وأضاف يعد التدخين فى الأعمال الدرامية ترويجا صريحا ومباشرا لمنتجات التبغ مما يعتبر مخالفا للقانون المصرى وأيضا الاتفاقات الدولية التى تعهدت بها مصر، موضحا تعتبر الدراما المصرية أحد أهم أدوات التأثير الكبير على الشباب، وتساهم بشكل فعال في صياغة فكر وتشكيل وجدان النشء والشباب، ولذلك يجب الحرص عند تناول مشاهد التدخين فى الدراما، بحيث لا تشجع الشباب والأطفال على التدخين وتشجع المدخنين على استعمال هذه الأنواع بعينها، لأن الممثلين يمثلون قدوة للشباب.
وأكد تعتبر الدراما من الوسائل التربوية المهمة للنشء الذين يكتسبون من خلال الشاشة سلوكيات كثيرة تؤثر فيهم بشدة لاسيما عندما تصدر من أبطال الأعمال الذين دائما ما يكون لهم رصيد من المحبة لدى الجمهور وبالتالي يكون تأثيرهم أكبر.
فعندما يظهر أبطال العمل الدرامي ممسكين بالسيجارة بطريقة كلها إغراء وكأن المشهد يربط التدخين بالبطولة والقوة والرجولة بل وبالنموذج والقدوة مما يدعم الإقبال على التدخين.
ولم تهتم أغلب مشاهد التدخين بتوضيح أضرار التدخين بل أظهرته بشكل جذاب وعرضت أشكاله المختلفة حتى منتجات التبغ الحديثة مثل السجائر الالكترونية والتبغ المسخن.
ومن الرسائل السلبية المهمة التى تصدرها الدراما هى نسبة التدخين المرتفعة للنساء في الأعمال الدرامية والتي بلغت فى الدراسة الحالية 10% من إجمالي الشخصيات المُدخنة، على الرغم من أن الدراسات أثبتت أن تدخين الإناث فى مصر بلغ 0.3% من إجمالي نسبة المدخنين.